دعا الدكتور عبد المغيث بصير، عضو مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، اسبانيا إلى الكشف عن مصير المقاوم المغربي محمد بصير ، الذي اختفى بعد تنظيمه انتفاضة ضد الاستعمار الاسباني بمدينة العيون يوم 17 يونيه 1970م، نافيا أن تكون للبوليزاريو أية علاقة بهذا المناضل، سواء من حيث القرابة الأسرية، أم من حيث تبنيه سياسيا واعتباره رمزا روحيا للانفصال، موضحا أن المقاوم محمد بصير المعروف في الأوساط الصحراوية المغربية بلقب بصيري، وطني مغربي ابن وطني أبا عن جد، وأشار الى أن البوليزاريو قد استولت على تاريخه النظيف وأضافته إليها زورا وبهتانا وبدون دليل.
جاء ذلك خلال مشاركة بصير في فعاليات الندوة العلمية الدولية التي نظمتها مؤخرا الزاوية البصيرية الدرقاوية الشاذلية ببنى عياط، إقليم أزيلال ، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس نصره الله، حول موضوع "أهل التصوف والإشكاليات المعاصرة للطفولة والشباب” ، وعرفت مشاركة علماء وباحثين من عدة دول حول العالم.
وأردف الدكتور عبد المغيث انه خلال انتفاضة المناضل محمد بصير رفقة المواطنين الصحراويين الذين انتموا لحركته يوم 17 يونيو سنة 1970م، تم رسم العلم الإسباني على باب الهيئة المسيحية في وسط مدينة العيون، وهو ممزق ومخترق من قبل رمز المملكة المغربية الشريفة، مستدلا بما ذكره الكاتب الإسباني طوماس باربلو في كتابه التاريخ المحظور للصحراء الإسبانية" ص 80.
وأضاف ان القوات الاستعمارية الإسبانية، اختطفت محمد بصير وحققت معه تحت التعذيب، وسجنته لمدة شهر ونصف، وأخفته قسريا وأخفت الأرشيف المتعلق به، ورفضت أن تكشف عن مصيره، رغم الطلبات العديدة التي قدمتها أسرته البصيرية على المستوى الدولي، موصحا أن إسبانيا منعت بعض أسرة آل البصير من الحصول على تأشيرة شينغن، لما علمت بأنهم يرغبون في إقامة دعوى ضدها للكشف مصيره.
واستنتج المتدخل ان اختطاف اسبانيا لمحمد بصير واخفائه يعود لكونه لا يحمل طروحات انفصالية، واستغرب تهرب اسبانيا عن كشف الحقيقة، مبديا رغبة الأسرة البصيرية في حل هذا المشكل مع الدولة الايبيرية وديا؟
ونبه الى ان أقرب الناس الى المناضل محمد بصير هم أخواته وأبناء إخوته الذين لا زالوا على قيد الحياة، وهم يوجدون بالزاوية البصيرية ببني عياط بإقليم أزيلال، وببعض مدن الشمال المغربي.
وأشار الى "أن المناضل محمد بصير أسس حركته بالسمارة في أواخر الستينيات، واختفى سنة 1970م، والكيان الوهمي أسس سنة 1973م، وبذلك يظهر بأن الأفكار الشيطانية الانفصالية نبتت بعد اختفائه قسريا، مما سهل على المرتزقة إلصاقها به بدون دليل وهو منها براء، وساعدتهم على ذلك العديد من الدول الأجنبية في التمويل والتحريض ضد المملكة المغربية".
وتساءل الأكاديمي عبد المغيث بصير "إذا كان محمد بصير هو الزعيم الروحي للانفصال عن الوطن، لماذا لم يتم تسجيل ولو محاولة واحدة من قبل عصابة البوليزاريو لمطالبة الدولة الإسبانية بالكشف عن مصيره؟، ثم لماذا لم تطالب به البوليزاريو يوم قامت بتبادل الأسرى مع الدولة الإسبانية بمنطقة المحبس سنة 1975م، وقد كان الأمر مواتيا ومتاحا".
وأعرب عن استغراب الأسرة البصيرية من كون ميليشيات البوليزاريو لازالت تستغل اسم المناضل محمد بصير أبشع استغلال في ترويجها المستمر أنه الزعيم الروحي للانفصال ، وتدريس ذلك للأجيال الصحراوية في مقرراتها الدراسية، واستغلال صورته في افتتاح قناتها الفضائية وفي العديد من أنشطتها في الداخل والخارج، موضحا أن هذا الاستغلال البشع لهذا المقاوم المغربي، لا ينبغي السكوت عنه بحال من الأحوال، وأن الوقت قد حان للوقوف ضد استمراره.
وتابع عبد المغيث بصير " ولمن لا يعرفه أقول: هو الأستاذ الوطني الألمعي سيدي محمد بصير، ولد بالزاوية البصيرية ببني عياط سنة 1942م، ودرس بها أولا إلى أن أتقن حفظ القرآن الكريم، ثم درس المرحلة الابتدائية بمدرسة التقدم بالرباط، ثم انتمى بعد ذلك لجامعة ابن يوسف بمراكش إلى أن حصل شهادة الباكلوريا، ثم هاجر إلى مصر فانتمى للدراسة بالأزهر، ... وعرج على سوريا ولبنان،... وعاد إلى وطنه المغرب فأسس مجلة الشموع ومجلة الأساس ومجلة الأمل بالدار البيضاء رفقة العديد من المناضلين الوطنيين، وعندما تأكد من نوايا الاستعمار الإسباني، بأنه ينوي أن يجعل الصحراء المغربية مقاطعة تابعة له في الجنوب المغربي، سافر إلى الصحراء حيث يقطن أحد إخوته وأبناء عمومته، وهناك شرع في تأسيس حركة سرية لمناهضة الاستعمار الإسباني، أطلق عليها إسم: "الحركة الطليعية لتحرير الصحراء المغربية"، والتي انتمى إليها الصحراويون بكثرة، وتذكر الإحصائيات أنهم بلغوا حوالي سبعة عشرة ألف منخرط، وعدها بعض مؤرخي التاريخ الحديث بأنها أول حزب صحراوي ذو توجه سياسي وطني أصيل"
وختم الدكتور عبد المغيث بصير مداخلته بالتذكير بأن "الزاوية البصيرية، التي أسسها الشيخ سيدي إبراهيم البصير، والد المناضل محمد بصير، قد انطلقت من الصحراء المغربية قبل حوالي مائتين وسبعين عاما، وأسست أول زاوية لها بمنطقة لخصاص بإقليم سيدي إفني بسوس سنة 1824م، وهي الزاوية المعروفة بزاوية سيدي امبارك البصير، وبعد ذلك أسست زواية الرميلة بمركش سنة 1903م، وبدوار الركيبات بالرحامنة سنة 1905م، وبعد ذلك بمنطقة لمعاشات بدكالة وبدرب اليهودي بالدار البيضاء وبالبروج بالشاوية وبالزيدانية نواحي بني ملال، ثم بإيرزان بالقرب من سد بين الويدان بالأطلس المتوسط، ثم بآيت وايو من بني عياط الجبلية، ثم استقرت أخيرا ببني عياط السهلية بأزيلال سنة 1912م.
واستخلص ان "رحلة آل البصير من الصحراء المغربية منذ تاريخ متقدم واختيارهم الإقامة بمدن الشمال المغربي كافية في التأكيد على أن هذه الأسرة وأبناؤها وطنيون مغاربة، وأن هذا الوطن وطن واحد، فلا داعي للاستمرار في إنتاج المغالطات وإلهاء الموطنين الصحراويين المغاربة بالمناورات".