لا يَخْفَى على أحد ما تعرضت له أمُّ المؤمنين، وزوج النبي الكريم، السيدة عائشة بنت أبي بكر الصذيق - رضي الله عنهما - من اشاعات وسِبَاب وشتائم وطعْن في شرفها على يد قومٍ لا يَفْقهون ولا يعقلون ولا يخافون الله ولا يُدْرِكون ماذا يعني اتِّهامهم وسَبُّهم لزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
فالإشاعة هي حالة قديمة حديثة لم ينجُ منها حتى الأنبياء وازواجهم وهم أطهر خلق الله على هذه الأرض، فتاريخها أسود لا بياض فيه، مظلم لا ضوء فيه مهلك لا نجاة فيه إلا لمن تاب وأناب.
فالإشاعة يؤلفها الحاقد وينشرها الأحمق ويصدقها الغبي، فعلينا أن نتعامل معها بحذر وأن نقتلها في مهدها، فقد قال فيها عمر ابن الخطاب رضي الله عنه : ( اقتلوا الباطل بينكم ! قالوا: كيف يا أمير المؤمنين؟ قال: بالسكوت عنه ولا تثرثروا فينتبه الشامتون).
ونحن نعيش عصر التكنولوجيا وسرعة انتشار المعلومة حري بنا ان نضع تقوى الله بين أعيننا وان لا نطعن في اعراض الناس حتى لا ندمر أسر آمنة ونزعزع استقرارها وتذكر انك ستقف بين يدي الله وحيدا وتسأل عن كل كبيرة وصغيرة ... إياك أن تظلم أحدا سلاحه ( حسبي الله ونعم الوكيل ) ... وعند الله تلتقي الخصوم.