نيروز الإخبارية : يجب أن تكون للكتاب والأدباء الأردنيين حصة كبيرة جداً في مدارسنا ونتمنى أن يتم إعادة تخصيص حصص المكتبة في المدارس كما في السابق"، هكذا بدأت روند ارشيد أبو هنطش حديثها لموقع عمون للحديث عن مبادرة للقراءة تحت عنوان "نادي الكتاب" قامت بتأسيسها مع مجموعة من السيدات.
تقول روند إن المبادرة جاءت نتيجة التوترات النفسية والسياسية التي تحيط بنا والتي ساهمت في تسميم أفكار الناس والشباب بأفكار غريبة متطرفة ابعدتنا عن ألوان الثقافة بجميع أطيافها من المطالعة إلى الموسيقى والرسم والسينما وكل أشكال الفن الأخرى، حيث تؤكد صاحبة المبادرة على أن الإنسان الذي لديه حس ثقافي فني عالٍ ولديه تذوق للفن والموسيقى من الصعب أن يكون متطرفاً ويغلط بحق نفسه قبل أن يغلط بحق مجتمعه والناس الآخرين.
كما جاءت مبادرة القراءة هذه لمعالجة التوتر النفسي الذي خلقته التكنولوجيا وعدم استغلالها بالطريقة الصحيحة وهدر الكثير من وقت وطاقات الناس والشباب وبث السموم إلى عقول البشر عن طريق منصات السوشيال ميديا وتلويث سمع الإنسان وبصره وأفكاره حيث أصبح المرء يستسهل أخذ المعلومات من هذه المنصات رغم أنها قد تكون معلومات مغلوطة وغير صحيحة في كثير من الأحيان.
تأسست المبادرة منذ تسع سنوات تقريباً حيث بدأت بحوالي 5 سيدات وأصبحت الآن تشمل أكثر من 60 سيدة، ناهيك عن متابعي صفحة نادي الكتاب على الفيسبوك والمتفاعلين مع الصفحة ويبلغ عددهم أكثر من ألفي متابع.
بدأت المبادرة بقراءة للكتاب تحت عنوان "كتاب ينفعنا"، وحين كبرت المجموعة أصبحت تضم ثلاثة عناوين أخرى هي "كتاب يثرينا ، وكتاب يسعدنا ، وكتاب يرافقنا"، ثم توسعت إلى مجالات أخرى من الثقافة والفنون مثل استضافة أفضل الطهاة الأردنيين والتعرف إلى فن الطبخ وأهمية الأكلات الشعبية والتراثية حيث استضافت المبادرة الشيف الأردني سعد العبادي وهو الشيف الأول في فندق الفورسيزنز وهذا مركز من الصعب أن يحصل عليه شيف عربي ولكنه حصل عليه بجهده وتعبه. كما استضافت المبادرة وتستضيف العديد من الموسيقيين والفنانيين التشكيليين ولكن تبقى للكتاب الأولوية الأولى إذ تؤكد روند على أن المطالعة " رياضة ذهنية عالية المستوى".
شاركت المبادرة الطلاب في صفوفهم بالقراءات بناء على طلب العديد من المدارس حيث زارت سيدات الكتاب تلك الصفوف وقرأت العديد من الكتب مع الطلاب داخل الصفوف. كما استضافت المبادرة العديد من الشخصيات الأدبية الأردنية البارزة ومنهم الأستاذ هاشم الغرايبة والأديبة سميحة خريس والسيدة ليلى الأطرش والأستاذ هزاع البراري وغيرهم الكثير. كما استضافت المبادرة شخصيات أدبية عربية بارزة من مصر والعراق والمغرب العربي وسوريا ودول عربية أخرى نذكر منهم الأديبة والكاتبة ريم بسيوني من مصر والتي حصلت على عدة جوائز أهمها جائزة نجيب محفوظ للأدب من المجلس الأعلى والثقافة في مصر عن روايتها "أولاد الناس ثلاثية المماليك".
ولا يخلو أي نقاش لكتاب جديد من الحديث حول هموم الوطن والمواطن والقضايا التي تشغل الهم العام والبحث عن حلول مناسبة لتوظيف الوقت والطاقات لما فيه مصلحة الوطن والمواطن وخدمة القضايا الوطنية والعربية.
جدير بالذكر أن روند كانت رئيسة نادي أنرويل فيلادلفيا وقامت وقتئذ بتأسيس مكتبة دار نعمة في جبل اللويبدة حيث تعتبر المكتبة منارة ثقافية نفتخر بها وما زالت تشع ثقافة ونوراً حتى يومنا هذا.