نيروز الإخبارية : تقوم مبادرة جديدة عبر شراكة بين لاعب التنس البارالمبي على الكرسي المتحرك، داني كافيرزاشي، وشركـــــة «آرو للإلكترونيات» الأمريكية، بتطوير نظام ملاحة لأصحاب الهمم من مستخدمي الكرسي المتحرك للتنقل بين المدن، إلى جانب توفير تحليلات بيانات في الوقت الفعلي للرياضيين المقعدين، لمساعدتهم على الوصول إلى مستويات أعلى من التنقل والأداء.
وتهدف المبادرة التي يطلق عليها «مشروع داني» كاختصار لمشروع «تحليلات البيانات وابتكار الشبكة»، إلى تطوير حلول تقنية ذكية لتحسين حياة الأشخاص ذوي القدرات المحدودة على التنقل، وهي تركز في البداية على حلين: نظام ملاحة مصمم خصيصاً لاحتياجات مستخدمي الكراسي المتحركة يسمى «ويل واي»، وأداة تحليل بيانات للرياضيين على الكراسي المتحركة تسمى «داتا رالي».
ويعد نظام «ويل واي» تطبيقاً من نموذج «حوسبة الحافة»، الذي يستخدم بيانات الوقت الفعلي لمساعدة الأشخاص على الكرسي المتحرك في التنقل بالمدن بشكل أسرع وأكثر سهولة، وتستخدم أداة «داتا رالي» أجهزة استشعار لقياس لعبة التنس التي يلعبها داني، لقطة تلو الأخرى، والمساعدة في إعداده للمنافسة.
ويشير موقع «مشروع داني» إلى أن نظام ملاحة «ويل واي» يذهب أبعد من ذلك، إذ يتيح إمكانية الوصول لأي شخص لديه مخاوف، من مستخدمي الكراسي المتحركة إلى العائلات الذين يصطحبون عربات أطفال، تجنب الحواجز المادية التي تعيق تقدمهم، مستفيداً من البيانات التاريخية أو المعلومات في الوقت الحقيقي.
فيساعدهم في التنقل في المناطق المحيطة، وأثناء التنقل يستخدم «ويل واي» مصادر بيانات الوقت الفعلي لتوفير الاتجاهات مباشرة وتسليط الضوء على المسارات المناسبة التي تبتعد عن السلالم وحواجز المرور وأماكن البناء والمنحدرات الشديدة وصناديق القمامة والحصى وغيرها من المخاطر، حيث يتم تحديد المسارات بالألوان للدلالة على صعوبة كل جزء.
وعن أهمية نظام «ويل واي» الذي يبث مباشرة، أفاد المدير العالمي للمسؤولية الاجتماعية لشركة «آرو للإلكترونيات»، جو فيرنجيا، في حديث إلى موقع «سبرينغ وايز»: «بأن متطلبات واحتياجات شخص على كرسي متحرك تختلف كثيراً في التفاصيل الدقيقة»، فعلى سبيل المثال، تشتهر المواقع السياحية بازدحامها الشديد في أوقات الذروة ما يمثل مشكلة لمستخدمي الكراسي المتحركة، فيعمل نظام «ويل واي» بأخذهم بعيداً جغرافياً وتزويدهم بمسار أكثر سلاسة وأماناً.
وكذلك الوضع في كل يوم أثناء التجول في الأحياء، فهناك شوارع تحتوي على أحجار مرصوفة بالحصى يفضل مستخدمو الكرسي المتحركة عدم السير عليها، عدا عوائق أخرى، كوجود صناديق قمامة، ومثل هذه السيناريوهات تجعل البيانات في الوقت الفعلي مهمة للغاية لمستخدمي الكراسي المتحركة.
وبالنسبة إلى الحل الثاني لمشروع «داني» واسمه «داتا رالي» فيعمل على تطوير أجهزة استشعار موصولة بكرسي لاعب التنس داني كافرزاتشي، ومضربه للتنس وجهاز يمكن ارتداؤه لتتبع وتحليل بيانات الأداء في الوقت الفعلي. ويعد نظام التحليلات هذا الأول لرياضة أصحاب الهمم، وفقاً لموقع «مشروع داني».
وهو يستخدم أولاً مجسات الاستشعار «داتا رالي» لقياس نشاط كرسي داني المتحرك وجسمه. ثانياً يقوم بتحليل البيانات لتحسين أسلوبه وصقل تأرجح مضرب التنس والحد من حركة الجسم. وثالثاً يعرض النتائج عبر وسيلة سهلة للقراءة لوحة قيادة على جهاز لوحي أو هاتف محمول للتدريب على الملاعب.
وفي حديثه مع «سبرينغ وايز»، سلط فيرنجيا الضوء مرة أخرى على أهمية وجود نظام مخصص لمستخدمي الكراسي المتحركة، قائلاً: «يختلف الكرسي المتحرك عن السير على القدمين، لأنه يشكل حركة مختلفة وإيقاعاً مختلفاً وزوايا مختلفة»، موضحاً «أن الفروقات دقيقة للغاية في المستويات الأعلى من الرياضة، ما يفيد بأن تحليلات البيانات الفعالة يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً بين اللاعب الجيد واللاعب العظيم».
ويعد داني لاعباً محترفاً وهو يحتل المرتبة 11 بين الأوائل في لعبة التنس في العالم على الكرسي المتحرك. ويوفر له هذا المشروع التقنيات المطلوبة المدفوعة بالبيانات لمساعدته في تحسين أدائه.
يقول لاعب التنس البارالمبي عن مشروعه: «هناك شعور عام بأنه لا يوجد ما هو أسوأ من الجلوس على كرسي متحرك. وينتهي الأمر بالكثير من الأشخاص على الكرسي المتحرك إلى تصديق تلك الصورة النمطية؛ لذا لا يندمجون، ولا يقبلون أنفسهم. وأنا أعتزم إضفاء حالة طبيعية على الإعاقة، ويمكن أن تساعد التكنولوجيا في تحقيق ذلك».
وتصف الصفحة الإلكترونية لـ «مشروع داني» مبادرة اللاعب بأنها من نموذج «حوسبة الحافة» المتطورة، والتي تجعل الحوسبة والسحابة والذكاء الاصطناعي أقرب إلى مصدر البيانات وفي هذه الحالة داني نفسه.
وأن شركة «آرو» تطور سلسلة التقنيات الذكية الجديدة جامعة أحدث المستشعرات مع منصة النظام البيئي السحابي الخاص بها، وأفضل تجارب المستخدم، لتسريع الحلول القائمة على البيانات، ومساعدة الأشخاص أصحاب الهمم على تحقيق قدر أكبر من الحركة والعثور على ذروة أدائهم.
قوة البيانات
وعن أهمية البيانات، أفاد موقع «مشروع داني» أنها تساعد الشركات في العثور على رؤى مهمة توفر مزايا تجارية مهمة، حيث يمكن لجمع البيانات وتحليلها وتفسيرها أن يجعل الحياة اليومية أفضل خاصة عند تطبيقها في الوقت الفعلي. فالبيانات هي الأكسحين لهذه الحياة الجديدة المعززة بالتكنولوجيا. ويستفيد كل من «ويل وي» و«داتا رالي» من القوة المذهلة للبيانات على نطاق واسع بالإضافة إلى مدخلات المجتمع والذكاء الاصطناعي.
وأكد داني أن كل ذلك «لا يجعله أكثر اعتماداً»، مضيفاً: «أثناء تنقلي، أقوم بتوليد البيانات ويعود التحليل إلي. وهذا يتيح لي اتخاذ قرارات مستنيرة. أنا أقرر أين أريد أن أذهب وماذا أفعل. وأقرر كيف ألعب في الملعب. وتمنحني هذه الحلول المزيد من الخيارات والمزيد من الحرية والفرص».