غائبون عن العين حاضرون في أزقة الذاكره بعيدون عنا ويسكنون في القلب لا نلمس أجسادهم، ويلمسون مشاعرنا في كل ثانيه، ويجولون في الدم بين قطره ، ولهم في داخلنا ألف حكايه وروايه هولاء من أحببناهم بصدق ، رائِحة الذّكرى تلتصقُ دائمًا بكلِّ الأشياء ، بكلَّ الأماكِن ، بكلِّ الأشخاص، لا نسيان يُجدي معها ولا تناسِي..هؤلاء هم الكبار في القدر والمكانة الرفيعة الذين ننحني لهم احتراما وتقديرا.. فهم من صنعوا للقيم الإنسانية والأصالة قيمة إضافية ذات معنى في سجلات التاريخ وعنوان .. كان بداخلهم شجرة عظيمة ونحن نتسائل عندما نقرأ تاريخهم ونقول كيف يمكن للبذرة أن تصدق أن هناك شجرة ضخمة مخبأة داخلها ؟ هكذا أنتم شجرة كبيرة ثمارها كثيرة وناضجة الجميع ينظر إليها لأنها تمثل تحفة طبيعة من تحف الزمان !! نعم أنتم الزمان والمكان بمجدكم الزاهي بالعطاء الذي يروي قصص تاريخيه أبطالها أنتم جعلت وقائعها تدل على آثاركم ومآثركم التي نُقشت في صفحات الزمان وعنوان للمكان يشار إليه من على رأيه مرفوعه ساريتها طويلة وعريضه تدل على عظمة المكان وساكنيه، الذي يحمل إسمكم وتاريخكم الراقي بعراقة مجدكم ...نعم نحن كل صباح نقف عند مكتبة متكاملة الأركان تزين رفوفها موسوعاتها الفكرية العريقة التي تمدنا بأكسجين الحياة ونحن نقرأ ونتعلم ونتفقه ونتأهل ونتهذب وننبهر عند قراءة أي موسوعة من مخطوطاتكم ولا نرغب بمغادرة مكتبتكم لجمالها الحضاري والثقافي المتميز في صناعة الفكر والمعرفة والإبداع، وما أجملها من صناعه عندما تكون في صناعة العقول والأفكار وبناء القدرات العقلية التي نحن بأمس الحاجة إليها للأرتقاء لعالم النهضة والتنمية والإبداع والإصلاح التي نحلم للوصول إليها.... نعم نحن أمام نهر من المعرفه لا نرتوي منه لشدة عذوبته ومذاقه وحلاوته....نعم أنتم الحكماء والنبلاء عندما تتحدثون من منصات الفكر والمعرفة تولدّ مع حديثكم الحكمة والموعظة المقدسة...وتصبح جزء من ثقافتنا لقوة بلاغتها وفصاحتها وأثرها في نفوسنا.....؟ نعم أنتم القدوة والمنارة الأحسن والنموذج الأمثل كمُفكراً وقائداً مُلهماً، والأيه الأشمل والأجمل في السلوك الإنساني، فبكم نجتاز كل المنعطفات القاسية الإجبارية لبراعة حكمتكم وبصيرتكم وقيادتكم، فالقائد البارع دائماً يرفع شراع سفينته رغم كثرة الأمواج القوية للوصول إلى شط الأمان اعتماداً على مهاراته القيادية وقوة عقيدته وإيمانه.... هكذا أنتم في الميزان عرفناكم...