لا أبلغ من التعبير عن عمق العلاقة الأردنية الفلسطينية ومستوى الثقة المتبادلة بين القياديين الأردنية والفلسطينية قول جلالة الملك عبدالله الثاني في لقاء القمة مع رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس بأن لا شيئ أهم من القضية الفلسطينية بالنسبة للملكة وقول الرئيس الفلسطيني محمود عباس حيثما يحضر الأردن تكون القضية الفلسطينية حاضرة .
توقيت القمة :
إنعقدت القمة الأردنية الفلسطينية الأحد الماضي في ظل توقيت يشهد فيه الإقليم حراكا دوليا بقيادة أمريكية في محاولة لضمان هيمنتها ونفوذها على الساحة العالمية في ظل مؤشرات قوية على قرب ولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب يؤدي إلى تراجع نفوذ وهيمنة أمريكا عالميا وما السياسة الامريكية الهادفة إلى إنجاز تهدئة في عدد من النقاط الساخنة إقليميا دون حلها وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وما يعنيه ذلك من إستمرار الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي العنصري لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا وإستمرار سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي بإرتكاب جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وحرمانه من ممارسة حقه بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة خلافا لكافة العهود والإتفاقيات والمواثيق الدولية إلا نموذجا .
كما يأتي اللقاء الأردني الفلسطيني قبيل إجتماع جدة متمنيا أن يكون بمشاركة الرئيس الأمريكي بايدن وليس بقيادته التي تحاول توظيف قدرات وإمكانيات دول عربية بما تحتله من مكانة وموقع جيو سياسي وإقتصادي وبما تملكه من ثروات طبيعية خدمة لمصالحها وأهدافها دون أي إعتبار للمصالح والأمن والإستقرار لتلك الدول سواء على الصعيد القطري أو الإقليمي .
كما أتى لقاء القمة الأردنية الفلسطينية قبيل قمة أمريكية فلسطينية الشهر القادم في رام الله التي تنعقد في ظل تطرف وعنصرية وجرائم لسلطات الإحتلال الاستعماري الإسرائيلي ورفض حكومتها برئاسة رمز الإرهاب والتطرف والعنصرية بينيت الإعتراف بسيادة الشعب الفلسطيني على أرض دولته المحتلة وإضفاء البعد السياسي على الصراع واللقاء مع القيادة الفلسطينية بهدف التقدم بخطوات عملية نحو إنهاء إحتلالها الإستعماري خلافا لما عولت عليها إدارة بايدن التي ساهمت ببناء إئتلافها ودعمها سياسيا وإقتصاديا وعسكريا والتي فاقت بجرائمها وتطرفها وعنصريتها وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني المكفولة دوليا مجرم الحرب نتنياهو ومعسكره .
رسائل القمة :
لقد ارسلت القمة الأردنية الفلسطينية رسائل هامة للمجتمع الدولي بشكل عام وللإدارة الأمريكية بشكل خاص تؤكد من خلالها على :
أولا : الموقف الأردني الراسخ في دعم حق الشعب الفلسطيني وأهدافه بالحرية والإستقلال وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس وهذا ما نصت عليه عشرات القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية .
ثانيا : الموقف الفلسطيني الأردني الموحد برفض السياسة الإستعمارية الإسرائيلية الهادفة إلى تأبيد إستعمارها الإحلالي الإستيطاني لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا ومحاولة إضفاء البعد الإنساني على القضية الفلسطينية والبعد بها عن البعد الوطني السياسي للصراع بالتحرر من نير المستعمر الإسرائيلي العنصري المناقض للشرعة الدولية .
ثالثا : أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية الأهم لدى المملكة الأردنية الهاشمية ففلسطين والأردن كل يمثل العمق لكل منهما في رسالة واضحة للإدارة الأمريكية بأن إنهاء الإستعمار الإسرائيلي العنصري وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مصلحة أمن قومي للأردن كما هي حق أساس للشعب الفلسطيني .
رابعا : فشل السياسة الإسرائيلية الإستعمارية بمحاولة تغييب القضية الفلسطينية ببعدها السياسي الوطني عن إجتماع جدة الموسع بمشاركة الرئيس الأمريكي بايدن وهذا ما أكد عليه جلالة الملك عبدالله الثاني للرئيس الفلسطيني محمود عباس من أن الأردن يواصل إتصالاته مع الإدارة الأمريكية بهدف أن تتصدر القضية الفلسطينية جدول أعمال زيارة الرئيس بايدن إلى المنطقة الشهر القادم .
خامسا : فشل الأهداف الإستعمارية الإسرائيلية بمحاولة إحداث شرخ بالعلاقة الوثيقة التي تربط بين القيادتين الأردنية والفلسطينية في محاولة حكم ومحكوم عليها بالفشل سابقا ولاحقا وما تأكيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على حيثما يحضر الأردن تكون القضية الفلسطينية حاضرة إلا تعبير عن عمق العلاقة وعن الثقة العالية بالموقف الإستراتيجي الأردني بتبني الإستراتيجية الفلسطينية ودعمها إقليميا ودوليا حتى تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 .
سادسا : الرسالة الهامة للإدارة الأمريكية كما للمجتمع الدولي بقواه الفاعلة والنافذة بأن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو حل الدولتين اي بتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود 4 حزيران لعام 1967 .
سابعا : تأكيد الملك عبدالله الثاني في القمة الأردنية الفلسطينية على أن الأردن ومن خلال مشاركته بقمة جدة الموسعة بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن سيدعم بكل طاقته حقوق الأشقاء الفلسطينيين ومركزية القضية الفلسطينية إلا رسالة للكيان الإسرائيلي الإستعماري الممعن في إرتكاب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني والأماكن المقدسة في القدس والخليل خلافا للقرارات الدولية ولإلتزاماته المترتبة وفق معاهدة السلام ووفق إتفاق المرحلة الإنتقالية " أوسلو " بأن حقوق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال ستبقى عنوانا رئيسا ثابتا في جميع اللقاءات والإجتماعات الإقليمية والدولية كما الثنائية على مختلف المستويات كما هي دعوة للإدارة الأمريكية بإدراج القضية الفلسطينية على جدول الأعمال لما تمثله من اساس في تحقيق وترسيخ الأمن والسلم الدوليين .
إدراج القضية الفلسطينية وحث الرئيس بايدن وفريق إدارته للكف عن الإزدواجية بالتعامل مع القضية الفلسطينية وإنحيازها الأعمى لإسرائيل ونهجها العدواني العنصري والإنتقال إلى ممارسة الضغوط الحقيقية على سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لإلزامها بإنهاء إحتلالها الإستعماري لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا تنفيذا لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة وللقرارات الداعية لتصفية الإستعمار عالميا ولقرارات مجلس الأمن وخاصة قرار رقم 2334 وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ترجمة لشعار حل الدولتين وتجسيدا لشعار بايدن بقوة المثال لا مثال القوة وترجمة للبيان الختامي للقمة الأردنية السعودية التي جمعت جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي أكد على حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على حدود 4 حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس...
الشعب الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني مستمر في نضاله بكافة الوسائل المكفولة دوليا حتى النصر والتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بإذن الله تعالى....