تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة يوم الإثنين، آخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك بعدما حققت موسكو اختراقا عسكريا في شرق البلاد عندما استولت على مدينة ”ليسيتشانسك"، آخر معقل أوكراني في إقليم لوغانسك.
وسلطت صحف الضوء على ”سلاح إستراتيجي جديد" لروسيا، إذ قالت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يستخدم ”الغذاء" لتهديد العالم، للحصول على تنازلات غربية مقابل السماح للموانئ الأوكرانية بتصدير الحبوب.
”جائزة كبيرة"
اعتبرت صحيفة ”نيويورك تايمز" الأمريكية، أن سقوط مدينة ”ليسيتشانسك" شرقي أوكرانيا بيد موسكو، بمثابة ”جائزة كبيرة" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرة إلى أن سيطرة موسكو الكاملة على المدينة وانسحاب القوات الأوكرانية منها ”كانت نتيجة مفروغا منها".
وتحت عنوان ”الأعلام السوفيتية ترفرف في وسط المدينة"، ذكرت الصحيفة في تقرير لها، أن موسكو ”تتفاخر بالنصر، إذ يمنح الاستيلاء عليها لروسيا انتصارًا رئيسًا في سعي الأخيرة للاستيلاء على منطقة دونباس بأكملها في شرق أوكرانيا".
وقالت الصحيفة ”أغرقت روسيا ليسيتشانسك بنيران المدفعية وخنقت خطوط الإمداد الخاصة بها، وتحت أشهر القصف وقتال الشوارع، اضطر المدافعون الأوكرانيون إلى التراجع".
ورأت الصحيفة أن ”المرحلة التالية من الحرب، بالنسبة للغرب، ستكون اختبارا ليس فقط للوجستيات العسكرية ولكن للتضامن"، مشيرة إلى أنه ”مع استمرار الصراع، يشعر مواطنو هذه الدول بالألم الاقتصادي، وقد يكون من الصعب الحفاظ على الوحدة بين الحلفاء".
وأوضحت أن دونباس، التي تضم أراضي لوغانسك ودونيتسك، هي ”الجائزة الكبرى" للرئيس الروسي ”بعد فشله في الإطاحة بالحكومة الأوكرانية في كييف" في بداية الحرب؛ ما دفعه لإعادة تركيز حملته العسكرية على المنطقة الشرقية، والتي تشكل نحو 9% من أراضي أوكرانيا ولكنها تحمل أهمية بالنسبة للصناعة والموقع والإمكانات كورقة مساومة لموسكو.
وقالت الصحيفة إنه ”للسيطرة الكاملة على لوغانسك، كرست روسيا قوتها الكاملة أولا في سيفيرودونتسك، عبر نهر دونباس مباشرة من شقيقتها ليسيتشانسك"، مشيرة إلى أنه ”بعد قصف مكثف على تلك المدينة والسيطرة عليها في النهاية في الـ24 من يونيو الماضي، وضعت القوات الروسية أنظارها على ليسيتشانسك".
وتابعت ”كانت المدينتان التوأمتان آخر المراكز السكانية الرئيسة في مقاطعة لوغانسك الخاضعة للسيطرة الأوكرانية.. والآن مع سقوطهما، تسيطر روسيا بشكل فعال على كل المنطقة الغنية بالموارد".
وأشارت ”نيويورك تايمز" إلى أن ”السيطرة هذه في الشرق تعني أن روسيا يمكن أن تضع قواتها لشن هجمات على مدن في الجنوب الغربي، ولا سيما سلوفيانسك وكراماتورسك وباخموت أو أرتيموفسك".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين أوكرانيين اعتقادهم أن الهجوم القادم سيأتي من اتجاه بوباسنا، في الشرق باتجاه باخموت.
واختتمت ”نيويورك تايمز" تقريرها بالقول ”هذا أمر بالغ الأهمية والخطورة أيضا، حيث يمكن لبوتين، أن يدّعي انتصارا عسكريا ملموسا وأن يستخدم المنطقة كوسيلة ضغط في أي مفاوضات سلام مستقبلية مع أوكرانيا.. وسيؤدي احتلال دونباس أيضا إلى توسيع الجسر البري لموسكو الذي يربط الأراضي الروسية بشبه جزيرة القرم".