نيروز الإخبارية : رعى سمو الأمير عاصم بن نايف، ندوة تاريخية نظمتها الجمعية الخيرية الشركسية، مساء أمس السبت، في مقرها المركزي بعمان، استعادت فيه تاريخ عمان خلال العهد العثماني في القرن التاسع عشر .
وحضر الندوة التي تأتي بالاتكاء على الكتاب، الذي صدرت عن رئاسة الجمهورية التركية نسخة عربية منه حديثا، وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس يحيى الكسبي،وسماحة قاضي القضاة الشيخ عبد الحافظ الربطة.
واستعرض رئيس الجمعية إبراهيم فروقة، دور الجمعية الوطني منذ تأسيس الدولة الأردنية الحديثة ،خلال الندوة التي أدارتها الدكتورة هناء نغوي وشارك فيها كل من الوجيه عايش الحويان، ومدير عام المركز الثقافي التركي "يونس إمره" الباحث جنكيز إر أوغلو والباحث في علم الاجتماع الدكتور مجد الدين خمش،ومعد موسوعة عمان أيام زمان الباحث عمر العرموطي وأستاذ التاريخ والآثار في الجامعة الهاشمية ومكتشف موقع المغطس الباحث الدكتور محمد وهيب.
و تحدث الوجيه الحويان عن عمان وبداياتها الأولى، مشيرا إلى أن عشائر الشركس أول من أعاد الحياة إلى عمان في نهايات القرن التاسع عشر ومستهل القرن العشرين.
ولفت إلى أن عمان خصوصا والأردن عموما شهد نهضة وتطورا كبيرا في عهد الهاشميين منذ تأسيس الدولة الأردنية الحديثة. كما قدم الباحث التركي إر اوغلو نبذة عن الأرشيف العثماني، موضحا انه عبارة عن مبنى محصن ضد الزلازل ويضم 7 طبقات ويجمع كل الوثائق التي تتعلق بالتاريخ العثماني.
و أضاف أن الأرشيف العثماني، أرشيف يوثق لنحو 40 دولة في قارات آسيا و أفريقيا و أوروبا كانت تتبع للسيادة العثماني، ويضم كذلك وثائق لدول لم تكن جزءا من الدولة العثمانية، مبينا أن اغلب تلك الوثائق في اللغات العربية والفارسية والتركية ويبلغ عددها نحو 150 مليون وثيقة.
ولفت إلى أن تصنيف الوثائق بدأ منذ 70 عاما وتم تصنيف نحو 120 مليون وثيقة حتى الان .
وقال في الندوة التي حضرها القنصل التركي عبدالله سوباشي والسكرتير الأول في السفارة الروسية الكسي بوكين وعدد من ممثلي سفارات دول إسلامية وباحثون ومهتمون، إن الأرشيف العثماني يعد خزينة مهمة لصور أماكن ومواقع ومناطق كانت خاضعة للدولة العثمانية، وصور أخرى لمواقع ومناطق لم تكن تخضع للدولة العثمانية، إضافة إلى مخطوطات لمشاريع الدولة العثمانية التي نفذت آنذاك والتي لم تنفذ، وخرائط جغرافية للمناطق والبلاد التي تبعت للدولة وغيرها.
واستعرض إر اوغلو ابرز ما يحتويه الأرشيف العثماني من "الدفاتر" ومنها "دفتر المهمات" وهو يتعلق بكل القرارات التي تتعلق بالدولة العثمانية و"دفتر الطابو والتحرير" والذي يتعلق بتسجيل الأراضي والنفوس وعدد السكان ومصادر الإنتاج، ودفتر الشكاوى ودفتر الكنائس ودفتر الواردات.
من جهته، أشار الدكتور خمش إلى عدد من الرحالة الذين قدموا إلى الأردن ومن أبرزهم "بيركهارت" الذي اكتشف البترا في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، لافتا إلى ما ذكره عدد من الرحالة الغربيين في القرن التاسع عشر حينما زاروا مناطق شمالي الأردن (عجلون والحصن ) ونوهوا بالعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين.
وتحدث عن تاريخ عمان الذي يعود إلى 8 آلاف عام قبل الميلاد(العصر الحجري الحديث)، مشيرا إلى حضارة عين غزال.
كما تحدث عن عمان في الحقبة الإسلامية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، حينما دخل عمان وصلى فيها وأقيم جامع صغير آنذاك سمي بالجامع العمري، الذي أقيم على أنقاضه الجامع الحسيني الكبير، مرورا بالحقب الأموية والعباسية والمملوكية وصولا للعهد العثماني.
ولفت إلى أن قبيلتي الشابسوغ والقبرطاي الشركسيتين أول من أعاد إحياء مدينة عمان في نهاية القرن التاسع عشر.
واستعرض العرموطي ابرز المحطات في موسوعة عمان أيام زمان، اضافة إلى العديد من الوقائع التي جمعها لسيرة مدينة عمان، مشيرا إلى أن أول رئيس بلدية لعمان هو إسماعيل بابوق.
بدوره، وقف الدكتور وهيب الذي وظف العرض البصري في تقديمه لتاريخ عمان على ابرز الاكتشافات الأثرية الحديثة التي تتحدث عن تاريخ عمان قبل العهد العثماني، ومنها اكتشاف مستحثات لأضخم طائر (الطائر العملاق) في العالم، وذلك في منطقة وادي الأردن بمناجم الفوسفات، علاوة على مستحثات أخرى موجودة في دائرة الجيولوجيا في الجامعة الأردنية ومنها أضخم زاحف في العالم ويبلغ طوله ما يزيد على العشرة أمتار.
كما تحدث عن سور الأردن العظيم، الذي بحسبه، ثاني أطول سور في العالم بعد سور الصين ويبلغ طوله 150 كيلومترا، لافتا إلى طريق البخور الذي كان يعبر عمان ومحطات البريد الزاجل التي اكتشفت حديثا ومنها في شارع الأردن وغيره.
واوضح أن مدينة عين غزال تعد أضخم مدينة في التاريخ وتعود إلى 8 آلاف سنة قبل الميلاد كما اكتشف فيها أول تماثيل على شكل إنسان.
وتحدث عن مسارات سياحية وآثارية أطلقت ضمن برنامج مستكشف عمان، ومنها مسار إيلاف قريش ومسار فتية كهف الرقيم وغيره، لافتا إلى أن أقدم مئذنة في العالم توجد في مسجد القسطل.
وفي ختام الندوة تسلم سمو الأمير عاصم درعا تكريميا من رئيس الجمعية ابراهيم فروقة، كما تم تكريم المشاركين في الندوة بدروع تكريمية.
كما سلم الكسبي درعا تكريميا لمدير المركز الثقافي التركي وآخر للسفارة التركية استلمه نيابة عن السفير القنصل سوباشي.