وحياة ليلة الخميس وحبيبي النبي عريس أنه ماكان قصدي الأذى، لكن ما العمل ما عائلة لا تتفهم وضعي الفكري الإبداعي وحرصي على آمنهم الغذائي وتنوّع مصادره المختلفة.
القصة كانت كبيرة لدرجة اضطرتني لتقديم لجوء سياسي تحت إبط جدي في المضافة بعد أن وشى بي أحد الرفاق - مومشكلة.. غالبا ماتنقلب المراحل على الرموز- سألوا عني، فقال لهم لقد ذهبت لتضع السمك في الحاووز، شو.. من وين السمك؟!.. جابته من البركة...
بعد أن أنهيت جولة لعب في البركة الكبيرة في حارتنا، ملئت علبة" بلعط" ظناً مني أنه سيتحول إلى سمك في حاووزنا بعد أن يكبر وينعم بالماء العذب.
هرعوا لإفراغ الماء وتنظيف الحاووز،لقد شاءت الصدفة ذاك المساء أن وصلنا دور مياه الحنفية الرئيسية، لم تبقى شتيمة إلا واطلقوها وأنا اتلصص عليهم من طرف الشباك، صوت جدتي وهي دايتنا جميعا خرم أذني وهي تقول:علواه لو أنني فلتت سرتك لما ولدتك" المسعدة".. يا يا إلهي.. أتفعلها غدا... ظلت مُصرة على نفس القصة.. معقول يا ناس علقوا سرها بذنب قرد؟! صدق من قال يتموهم و أقردوهم.. والله لنتفك بس اقضبك.. ودك سمك.
مرت العاصفة بسلام، لكن ظللت أتقصي موضوع السُرة، علمت أن أهلنا كانوا عندما يولد طفل وبعد قطع سرته يضعونها حيث يرغبون توجيهه ونبوغه، مثلا يرمون سرة الذكور فوق سطح المدرسة وسرة الإناث إما فوق البيت أو في شوال" جلة" وهكذا.. استغربت عندما قرأت كتاب الغصن الذهبي لأستاذ الميثولوجيا جيمس فريزر، حيث ذكر بعض عادات الشعوب الغربية التي كانت تضع سرة الطفل في شجرة أيضا وربط مصير حياته بحياتها ونموها.
بعدما حققت مع جدتي لم أصل لعقاد نافع حول مصير سرتي، قد تكون أكلتها القطط وإلا لماذا لم أفلح في شيء ؟! لو أنهم تحاملوا مشقة السفر قليلا وجاءوا الى العاصمة حينها، فطوحوها سرتي من فوق سور رغدان أو سفارة ماما أمريكا أو أضعف الإيمان في باحة الجندويل لتغير مستقبلي كليا، ولكنت الآن من أصحاب النظريات السياسية لوضعت كتابا عن آليات إنفلات السُرة الكلية في الحالة الوطنية...!!! نصيب.. شو بدنا نعمل عاد.. هذا اللي جرى وكان....