مواطن أردني يملك " كاريزما " قريبة من القلب ، تتحدث ببساطة " بدون تكلف " ، برزت مؤخراً عبر " السوشيال ميديا " ، تنثر الفرح والمرح والبهجة بأسلوب عفوي ، بعيداً عن التجميل لواقع شخصيته التي إعتاد عليها الناس ومعارفه منذ الطفولة ، مع أنه لا يقدم محتوى " متخصص " كحال غيره من الكثيرين من مدوني بث الفيس بوك ، بسبب إختلاط مفاهيم الإستخدام الأمن لوسائل التواصل الإجتماعي ، ومنهم " على نفس الشاكلة في المحتوى" من أصبح " ترند " ومتابع من قبل آلأف وحتى الملايين على مستوى العالم ، تجمعهم مرحلة فوضوية ، يغلب عليها هروب " القطيع " من واقعهم نحو أي شيء حتى لو كان بلا معنى على قاعدة الأخوة المصريين " الجمهور عايز كده " .
عبر فيديو مقتضب ، إنتشر مؤخراً أبدى رغبته بالهجرة خارج الوطن ، معللاً السبب بضيق ذات الحال وعدم إستطاعته إطعام أولاده ، المواطن الأردني " الراغب بالهجرة " ، لم يكن الأول ولن يكون الأخير الذي يضطر " مُكرهاً " بترك وطنه ومسقط رأسه ، ليجد ضالته بعيدا عنهما ، فحسب تقرير بحثي أعدته شبكة البارومتر العربي على الراغبين بالهجرة من دول الشرق الأوسط ، حاز الأردن على المرتبة الأولى عربياً وإقليمياً ، حيث أظهر الإستطلاع أن ما يقارب نصف الشعب الأردني " 48./. " يفكرون بالهجرة لدول أخرى ، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وكندا ، بسبب الظروف الإقتصادية الصعبة ، متجاوزاً دول عربية أخرى ، تعصف بها الأقدار وتتنازعها الأهواء إلى ما قبل الميلاد .
المستمع والمشاهد للبيان " رقم واحد " الصادر عن المواطن الأردني الراغب بالهجرة ، يلحظ أنه لم يكن وليد الصدفة ، ولا قرار " إبن ساعته " ، بل جاء نتيجة حتمية لمعاناته اليومية في تدبير عيش كريم له ولأسرته ، وللمكابدة المستمرة من قبله في تغيير قواعد الإعتماد على النفس ، لتجاوز شظف العيش ومصاعب الحياة ، ويلاحظ أيضاً إنكساراً " ألم " للنفس وخفوت في الصوت " ، على غير المعتاد " ، بعيداً عن حالة الفرح والنشوة والإنشراح التي كانت تُميز " المباشر " ، ليعطي للآخرين طاقة إيجابية " أتضح أنه يفتقدها " ، لم تصمد طويلاً أمام ضغط المعاناة المعيشية التي يعانيها ، كحال الكثيرين من أبناء الوطن ، " كشفتها " ضيق ذات اليد التي كانت يوماً ترقص على إيقاع الهجيني والدحية .
الرفيق لم يشارك في تحالف السلطة والمال والمصالح المتبادلة ، لتفتح له خزائن الأرض بما رحبت ، تكفيه وذريته إلى يوم الدين ، ولم يشارك في بيع مقدرات الوطن وحول " الكومشن " إلى ملاذات أمته ، ولم يتحالف مع صاحب برنامج التحول الإقتصادي ، ليتحول بعدها إلى متكرش بالباطن والظاهر بربطات عنق فرنسية ، وبدلات حرير ايطالية ، وساعات يد سويسرية ، ولم يهتف بإسقاط الدولة والنظام على دوار الداخلية وساحة النخيل لينال لقب صاحب المعالي ، بل هتف للأردن .
المواطن الأردني الحالم بحياة كريمة له ولأسرته " حق مشروع " ، لم يمارس السوداوية في فيديوهاته ، بل كان مندفع على الحياة بجدٍ وإجتهاد لكي يساهم في إسعاد الناس ، بدون نفاق أو رياء . لم يرغب بالهجرة لحالة ترف اتخمته بعد أن وصل إلى حالة إشباع لجميع رغباته في وطنه ويريد المزيد ، وحان وقت السياحة في ارض الله الواسعه أو بلاد العم سام ، ولم يعاني من ضغط العمل " ستريس " وينشد الراحة عبر تسليم " البزنس " للأولاد ، لانه حان وقت " شمة " الهواء برفقة المدام ، بل كان في حالة إنتظار وترقب دائم ينتظر مع كامل أفراد الشعب الأردني بشارة رؤوساء الحكومات بالخروج الأمن من عنق الزجاجة والعيش في أجمل ايامنا التي لم تأتي بعد ... وستأتي .
حمى الله الأردن واحة أمن واستقرار . وعلى أرضه ما يستحق الحياة.