أطلقت جمعية السلط الخيرية، مبادرة تم بموجبها تخصيص قاعة أفراح مجانية لتشجيع الشبان في المدينة وضواحيها على الزواج، حيث تقوم الجمعية بتجهيز القاعة بكل ما يتطلبه حفل الزفاف.
ووفق ما ذكر مدير الجمعية، الدكتور محمد الشوملي لـ”الغد”، فإن المبادرة التي تم إطلاقها وتعميمها مؤخرا، باتت تشهد إقبالا متزايدا على الاستفادة منها، فيما تلاقي أيضا ترحيبا وإشادة من قبل المجتمع المحلي.
وقال الشوملي، إن فكرة المبادرة هي امتداد لمبادرات سابقة ظلت الجمعية تطلقها منذ تأسيسها العام 1961، وتهدف للتشجيع على الزواج، إلا أنها تطلق وللمرة الأولى مبادرة تخصيص قاعة أفراح مجانية، لافتا إلى أن الجمعية كانت سابقا تساعد المقبلين على الزواج على تأمين مستلزمات فرش المنزل، لا سيما الأدوات الكهربائية.
وأضاف، أن الجمعية في هذه المرة، ارتأت أن تشكل ظاهرة وتتوسع في التأثير على الشاب واستقطباهم لفكرة الزواج، داعيا في الوقت ذاته إلى الاستفادة من المبادرة التي توفر على "العريس” مبلغا ماليا يستطيع استغلاله في مصلحة أخرى بدلا من إنفاقه على قاعة للزفاف.
ووفق الشوملي، فإن المبادرة من شأنها مساعدة الشبان في ظل ازدياد الظروف المعيشية صعوبة بشكل عام، وتشجيعهم على الزواج من خلال مساعدتهم في تكاليفه، إضافة إلى مواجهة خطر ارتفاع نسب العنوسة بين الإناث.
وقال، إن المبادرة لا تقتصر على الأشخاص الذي يعانون فقرا أو أوضاعا مالية صعبة، إنما تشمل جميع الشبان الذي يرغبون بالاستفادة من القاعة بصرف النظر عن مستواهم المعيشي، إلا أن الشوملي لفت إلى أن مدى وحجم تجهيزها يعتمد على مستوى القدرة المالية للمستفيد، وقد لا تتحمل الجمعية كلفة جميع التفاصيل المتعلقة بالتجهيزات، خصوصا غير الأساسية.
وتطرق الشوملي إلى مضي الجمعية بمساعيها للحصول على دعم يمكنها من منطقة سكنية تضم، وفق ما هو مخطط لها، 480 شقة صغيرة بمساحة 55 مترا، ومكونة من غرفتين و”منافع”، على أن تعطى للعروسين مجانا لمدة 5 سنوات، كونها مدة كافية ليقوم رب الأسرة بالعمل على تحسين أوضاعه والخروج إلى مسكن آخر، لإعطاء الفرصة لغيره.
وانتقد الشوملي، ضغط بعض الفتيات والأسر على الشباب المقبلين على الزواج من خلال طلب مهور مرتفعة، إضافة إلى "مصاريف عالية تتعلق بالمظاهر”، داعيا إلى ضرورة التخفيف قدر الإمكان عنهم ليتمكنوا من الزواج وتكوين أسرة.
ومن جهته، أكد الناشط الشبابي في مدينة السلط، إبراهيم أبو رمان، أن المبادرة بدأت تلقى صدى واسعا في المدينة وفي أوساط شبابها، مشددا على أهمية أي جهد يخفف مصاعب وتكاليف الحياة عموما والزواج تحديدا على فئة الشباب وسط نسب بطالة مرتفعة وظروف معيشية تزداد قسوة.
ومن وجهة نظر أبو رمان، فإن عزوف غالبية الشباب عن الزواج، سببه الأساسي هو عدم توفر القدرة المالية الكافية لمتطلباته التي باتت كثيرة ومتعددة، إضافة إلى الخشية من تحمل مسؤولية منزل بأكمله وأسرة وأطفال.
لذلك، يطالب أبو رمان، الأسر، بأن تتفهم أوضاع الشباب وعدم تحميلهم فوق طاقتهم، بالتخفيف عنهم قدر المستطاع من تكاليف الزواج التي اعتبر أن أغلبها يتعلق بالمظاهر ولا داعي حقيقيا لها، كونها تضطر الكثير من المقبلين على الزواج إلى الاستدانة أو الاقتراض، وبالتالي دخوله في عبء مالي يشكل له "ورطة” ما إن ينتهي من حفل الزفاف ويبدأ حياته الزوجية.
وقال، إن المبادرة مهمة، وقد تسهم إلى حد ما بتشجيع عدد من الشباب على الزواج، إلا أنه أكد أن ذلك يجب أن يترافق أيضا مع تعاون من قبل الأسر في تيسير بقية متطلبات الزواج، وخصوصا قيمة المهور. محمد سمور