في البدء ليس ما اكتب في هذا المقال يقع في باب الرغبة في الاطراء والمديح وان كان يستحقه الشيخ محمد بركات الزهير بكل صدق وجدارة ولكنها شهادة مجردة أرجو أن يكون هذا وقتها المناسب بعد اعتراف الجميع بشهامته ونبله وشجاعته واستقامته بمواقف مشرفة عز نظيرها ولن يزيده حديثي شهرة ولن تكسبه مزيدا من السمعة فهنيئا لنا جميعا أن نرى شخصية اردنية وعروبية بهذه القامة والقيمة والمواقف الشجاعة والاصيلة بيننا تضئ دورب الامل في نفوسنا بغد واعد لأمة عربية متماسكة يشد بعضها بعض كالبنيان المرصوص .
إن والده الشيخ بركات الزهير "ابو محمد " رحمه الله ، لم يكن هاجسه الوحيد قبيلة بني صخر أو عشائر الجبور فحسب بل كان هاجسه الوطن ككل بما يحفل من هموم وقضايا وخاصة فيما يتعلق بالجانب العشائري وما يحفل من قضايا معقدة وصعبة وخطيرة لو تركت بدون حلول لساهمت في تفكك المجتمع وازدياد الجريمة وضياع حقوق العباد ولكن كان بيته في النقيرة / لواء الموقر فهو السند والعون والنصير والمساعد والمساند لكل من طرق بيته يطلب حقا أو يسانده في دفع مظلمة أو يسأل عن قضية عشائرية وسبل حلها فقد كان كعادته بيته مفتوح لكل مظلموم ومسكين وصاحب حق يجيب ويقضي ويقدم ما تجود به نفسه ويده ، ويمليه عليه ضميره لا يظلم أحدا في القضاء العشائري فئة على أخرى أو كبير على صغير بل يقدم الحل والصدق والأمانة فهو أحد أعمدة وأركان القضاء العشائري في الأردن ورموزه .
مدرسة الشيخ المرحوم بركات الزهير أنبتت الكثير من القضاة العشائريين وما زالت هذه المدرسة ماثلة أمام عيوننا جميعا ومعالي الدكتور الشيخ محمد بركات الزهير واحد من هؤلاء الأجلّاء الذين لهم منّا جميعا كل محبة وتقدير واحترام هؤلاء الذين أصبحوا مدرسة في الإنتماء لتراب هذا الوطن ولأبنائه الميامين.
الشيخ محمد بركات الزهير قامة عربية أردنية اجتماعية نذرت نفسها لاصلاح ذات البين وتمتين النسيج الاجتماعي فكان له الفضل الكبير في وئد الفتن وحقن الدماء ومنع وقوع الشر لقد نذر نفسه لإصلاح ذات البين ولم يجد وقتا خاصا له ولأسرته بسبب انشغاله بحل قضايا عشائرية في جميع مناطق المملكة من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها لم يخلو منزله من المواطنين الذين يقصدوه من اجل مساعدتهم في حل قضاياهم العالقة التي هي بحاجة لمن يستطيع تبنيها .
الشيخ ابو بركات الزهير ساهم ويساهم في الحد من التوترات التي تحصل عند وقوع المشاكل وجرائم القتل من خلال تبنية العادات العشائرية والعطوات التي تحد من تفاقم الامور بدون كلل او ملل ساعيا الى عمل الخير لوجه الله وللتخفيف عن جميع الاطراف من خلال خبرته في حل الخلافات خصوصا المستعصية منها بيسر وسهولة عدد من المواطنين قالوا انه يقوم بدفع بعض المصاريف وتكاليف السفر عند التوجه في الجاهات المتكررة والتي هي شبه يومية من جيبه الخاص بدون ان يكلف احد من الاطراف مصاريف التنقلات وما يتبعها .
ختاما نقول بأن الشيخ محمد بركات الزهير الذي تعلم في مدرسة الشيخ المرحوم بركات الزهير وأخذ منها أجمل وأرقى الصفات والذي أؤتمن على عشيرته ليس بحاجة إلى شكراً أو حمداً من أحد لكن الواجب يحتم علينا أن نتقدم بالثناء والشكر والعرفان لما يستحقه على موقفه المبدئي الأصيل والمشرف ليكون ذلك قدوة ومثالا يحتذى في الشجاعة والجرأة والإخلاص والتفاني للأجيال القادمة وهو يصدح بقول الحق .