العيد الستون لجامعتنا الاردنية العريقة هو محطة نقف عندها لنتناول قصة التعليم العالي في الاردن وكيف نهض الاردن بزمن قياسي ليصل الى مرتبة متقدمة في هذا المجال .
كان قد مضى على تأسيس الدولة الاردنية اربعون عاما ونحن بعد لم نفكر بتأسيس جامعة وطنية ، ولا ننكر ابدا ان هناك محاولات قد كانت لإنشاء جامعة في الاردن ، ولكن أن يأتي قرار تأسيس الجامعة والبدء فيه في الاردن من القوات المسلحة الاردنية فهذا أمر نتوقف عنده .
كيف كانت البداية ؟
ولماذا لا نستذكر البدايات والاصل في كل ذكرى ونفيها حقها ؟
ربما دوما نحتاج الى حقائق التاريخ القريب في الوفاء المعنوي لرجال أسهمو في إحداث تغيير ملموس على مستوى الوطن .
دائما عندما أذهب الى الجامعة الاردنية أو حتى أن أمر بجوارها اتذكر طرقاتها وأشجارها ومطاعمها حين كنت طالبا فيها ، وأتذكر رحلة التأسيس من يوم أن طلب القائد العام للقوات المسلحة الاردنية المشير حابس المجالي رحمة الله عليه من الوفد العشكري البريطاني الذي كان يفاوض في القيادة العامة حول كيفية توزيع المساعدات العسكرية السنوية البريطانية لتلك السنة في نهاية عام 1959 ، ليأتي الرد غير المتوقع من حابس باشا بأننا لا نريد سلاحا ولا تجهيزات عسكرية ، إنما نريد جامعة لأبنائنا المنتشرين في جامعات العالم ، وقف الوفد البريطاني مشدوها أمام هذا الطلب المفاجئ ، وسرعان ما عاد الى بلاده ليأتي وفد أكاديمي بريطاني من جامعات بريطانية عريقة الى الاردن ويشرع في إنشاء جامعة وطنية أردنية ، وكانت الجامعة بهمة الرجال ، وصدرت الارادة الملكية السامية بالموافقة على قانونها في عهد حكومة الشهيد وصفي التل ، وتكون الجامعة الاردنية جامعة الرجال والشجاعة والاصالة ممهورة بتوقيع رجلين نادرين اجتمعت فيهما أصالة وطنية وعزة أردنية ، لتشق الجامعة طريقها وتؤدي مهامها في خدمة الاردن .
بعد ستين عاما لا زالت قباب بوابة الجامعة وساعتها تشكل معالم راسخة في الوجدان ، وقد جمع نشيدها البوابة والقلم والانسان ، ونرى انها سيل ثقافي غزير روافده من كل قرية وبادية اردنية ، وشكل عدد خريجيها نسبة ملموسة من عدد السكان ، وتستذكر الجامعة خريجين اصبحوا في مراكز متقدمة ليس محليا بل في المحيط العربي والاسلامي .
جامعة الرجال أسسها الرجال الذين من حقهم علينا في كل ذكرى ان نسدي الشكر والتقدير لهم ، وهذا جزء من تاريخ الجامعة الأصيل ليبقى الوطن له ذاكرة نختال نحن بها قبل أن ....؟؟؟