كانت لحظة قصيرة لكنها كانت كافية لتغيير مسار تاريخ الاردن, فقد كان قائد وحدة العمليات الخاصة الامير عبدالله بن الحسين في مرمى القاتل المحاصر, ولم يكن عليه الا ان يدوس على الزناد, لكنه القدر كما يقول الفريق المتقاعد العين جمال الشوابكة, فالقدر كان حليف الاردنيين عام .1997 صحيح ان الملك عبدالله الثاني جريء بعقل, ومقدام بروية, لكن في تلك الحادثة كانت الشجاعة لا تحتاج الا الى قليل من الحظ والحنكة, فالاوامر حسب ما رواه جلالة الملك في كتابه »فرصتنا الاخيرة« جاءت على لسان الامير الحسن بان يتم القاء القبض على زعيم عصابة جرائم الرابية, التي افزعت الاردنيين حينذاك وبالفعل تولى جلالة الملك عبدالله الثاني كما يقول الشوابكة قيادة التشكيل الخاص من العمليات الخاصة, الذي نفذ الاوامر وكان الملك في لحظة حرجة في مرمى القاتل, لكنه القدر كما يكرر الشوابكة.
قيادة العمليات الخاصة
تعود علاقة الشوابكة بجلالة الملك عبدالله الثاني الى مطلع ثمانينيات القرن الماضي, حينما كان جلالته يأتي للتدريب في وحدة القوات الخاصة, وتجددت العلاقة حينما اصبح جلالته عقيدا في الجيش واصبح مساعدا لقائد القوات الخاصة, وكان الشوابكة حينذاك عقيدا ايضا في ذات الوحدة, وتعززت العلاقة بعد ان تسلم جلالة الملك قيادة العمليات الخاصة, يقول ان الملك كان يحمل افكارا عظيمة لتطوير وحدة العمليات الخاصة, لكنه ووجه بصعوبات خلقتها جهات عسكرية حينذاك, ومع ذلك فان جلالة الملك ظل العسكري المميز, واكبر داعم للمؤسسة العسكرية, فجلالته هو صاحب اللباس الموحد للجيش, ويهتم براحة العسكري, فالعسكري غير المرتاح في معيشته لا يؤدي واجبه على اكمل وجه. لذا فإن الملك ركز باستمرار على ثلاثة اشياء خاصة بالعسكريين,
السكن واللباس والمأكل.
اعاد 100 دينار للديوان الملكي
يقول الشوابكة إنّ الملك عبدالله الثاني قبل اي شيء هو انسان مرهف الحسّ, ينفطر قلبه الما حينما يرى مريضا او فقيرا او محتاجا, فلا يتوانى عن تقديم ما يستطيعه لمساعدة هذا وذاك, ويتذكر الشوابكة ان اسرة مكونة من الوالدين واطفالهما كانت تسكن في بيت شعر بالقرب من احد معسكرات »العمليات الخاصة« ولاحظ الجنود أنها عائلة معدمة فاخذوا يقدمون لها وجبات طعام, وفي احد الايام تحدث الشوابكة للامير عبدالله حينما كان قائدا للعمليات الخاصة عن هذه العائلة, فطلب من موظفي الديوان الملكي تقديم معونة لهذه العائلة وبالفعل جاء احد موظفي الديوان بمعونة مئة دينار واعطاها للعائلة, وحينما علم الملك بقيمة المعونة اشترى للعائلة شقة في ابو نصير وخصص لها راتبا شهريا, وطلب من الشوابكة اعادة مبلغ ال¯ 100 دينار الى الديوان.
مظلة الملك
بعد ان تسلم الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية ظلت علاقة جلالته بضباط وضباط صف وافراد وحدة العمليات الخاصة كما يقول الشوابكة قوية, وظل يزور الوحدة باستمرار, وفي احدى المرات اراد جلالة الملك ان يقفز بالمظلة, لكن الشوابكة اخفى مظلة الملك الخاصة في مكتبه, وكل محاولات البحث عنها باءت بالفشل فاعتذر الشوابكة من الملك قائلا:-
المظلة مفقودة يا سيدي. وبالفعل تمكن من الحيلولة دون قفز الملك بالمظلة, لانه اصبح اليوم ملكا كما يقول ولا يجوز تعريضه لاية اخطار. وللعلم فإن مظلة الملك حسب الشوابكة كما يعتقد لا زالت مخبأة في مكتب قائد وحدة العمليات الخاصة.