حصر مختصون شاركوا في جلسة «الدستور» الحوارية وحللوا، إيجابيات وسلبيات منصات التواصل الاجتماعي ومخاطر الإشاعات الاجتماعية والاقتصادية المتدفقة المتفاقمة بلا انقطاع.
«الدستور» نشرت قبل يومين القسم الأول من المداولات، وتنشر اليوم القسم الثاني منها، على أن تنشر القسم الثالث والأخير بعد يومين، متضمناً التوصيات.
وإنني أنسب أن يطّلع على مجريات الحوار وتوصياته، قادة الرأي والنخب والأحزاب والمسؤولون الرسميون والأعيان والنواب والقضاة والمحامون والمنظمات الشبابية والنسوية والسياسيون والمثقفون والإعلاميون والتربويون وغيرهم.
الندوة تناولت تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي الهائلة، التي أصبحت منبرا مفتوحا لتناقل وتبادل المعلومات والآراء والأخبار، وباتت تلعب دورا في مساءلة الحكومات، كما كان لها دور في تصعيد الثورات العربية، بالإضافة إلى المساهمة في نشر الشائعات وتوسيع خطاب الكراهية والتشدد والعنف والتطرف.
فقد وفّرت منصات التواصل الاجتماعي منابر افتراضية وسلطات وهمية تمارس التحريض واليأس والسخط والغضب والكراهية.
كما خَلَّقت المنصاتُ، تقليعةً جديدةً هي «فروسية المنابر» التي يعتليها شبابٌ، يحاولون خلق «معارضة افتراضية»، يتوكأون على «مزودي خدمات» ومرضعين موجودين على حواف الكادر الخارجي، بهدوء جليسات الأطفال.
يخاطب المعارضون الجدد الغرائز
ومن أجل ذلك قاموا باللجوء إلى «خزق السقوف وفخت الدفوف» والولوغ في الأعراض والمحرمات ورفع « الدوز» والشتم والذم والطخ «فوق روس السَّبَل» !!
ويتم استمراء دور النجوم وتقمص دور الثوار والأحرار الجدد، ومحاولة بناء مركز ودور مؤثرين، مما يقتضي قطعا، عرض الربابة والطبل والمزمار والحنجرة والقلم والدواة إلى الإيجار.
ثمة فرق هائل بين النقد والحقد. وبين المعارضة والردح.
لقد تعرض المعارضون الأردنيون ايام زمان إلى الأذى بسبب تمسكهم بقناعاتهم، دون أن يصبح أي فحل منهم حاقدا على وطنه.
وأذكر يعقوب زيادين، عيسى مدانات، حمدي مطر، عرفات الأشهب، سالم النحاس، عوني فاخر، مازن الساكت، أحمد فاخر، هاشم غرايبة، حمدان الهواري، ناهض حتر، ياسين الطراونة، عبدالله الهواري، سمير الحباشنة وميشيل وجميل النمري وغيرهم.
فرغم الاعتقالات وتوابعها، لم يصبح المعارضون حاقدين على بلادهم.رغم أنهم تعرضوا للمنع من السفر والفصل من العمل وخسروا فرص شغل مواقع قيادية يستحقونها.