كلّنا نافشون ريشنا؛ كلّنا كلّنا..! كلنا نعتقد بأننا الأهم و الأولى و الأحقّ ؛ كلّنا كلّنا..! كلّنا نغرق في شبر ماء بل نتزحلق في خيالنا؛ كلّنا كلّنا..! كلّنا لا نواجه المرآة ؛ بل نستدعي صورة أخرى حين نمشّط شعرنا أو نعمل سشوار؛ كلّنا كلّنا..! بل كلّنا مرضى؛ اعترف من اعترف و اعترض من اعترض؛ كلّنا كلّنا..!
والحلّ يا كلّنا كلّنا هو إعادة الهيكلة..هيكلة كلّ شيء دون استثناء..هيكلة الشكل والمضمون..هيكلة المشاعر..نعم مشاعرنا بحاجة لاعادة هيكلة..وقبلها نحن بحاجة لاعادة هيكلة المفاهيم وإعادة تعريفها وجعلها سلسة ومرنة وقابلة للتطبيق..! الهيكلة يجب أن تمتدّ إلى الثغور و الصدور و النحور..يجب أن تتمدد لتصل إلى كلّ خرم في هذا الوطن الذي ضيّعناه وضعنا معه أو كدنا..!
في الهيكلة نعرف الفائض عن الحاجة من البشر و الحجر و الشجر..! حين نقتنع في الهيكلة سيكون الحوار سيداً مطاعاً بدل الثرثرة المليئة بالاستعراض و تسجيل المواقف و ادعاءات الهيبة الزائفة ..! حينما نتهيكل سيعرف كلّ منّا حجمه و ستعود الأمور إلى طبيعتها و رايحين نفهم على بعض بدلاً من حالة (الطرش) التي أوصلتنا إلى مفترق كبير وخطير وينذر بوجع قادم لن يتحمله أحد..!
أيها السادة: كلّنا يجب أن يخاف على كلّنا..لأن مصلحة كلّنا مع كلّنا..ولن ينجو كلّنا إن لم نعقل كلّنا ؛ ونتخلص من زوائدنا الدودية ..!