يحتل المتقاعدين العسكريين مساحة كبيرة ومهمة من مكونات المجتمع الاردني المتماسك، فهم العدة والعتاد وأصحاب البصمات واضحة المعالم في مسيرة الدولة الأردنية منذ نشأتها، فهم خريجو المؤسسة العسكرية، الرمح والدرع الحصين للأردن وخط الدفاع الاول عن هذه الأرض المباركة، فالمتقاعدين العسكريين ترعرعوا وتخرجوا من رحم مدرسة الجيش العربي مزودين بالعلم والمعرفة ويمتلكون كنز من الخبرات اكتسبوها خلال سنوات طويلة مضت ، فحملوا البندقية دفاعاً عن هذه الأرض المباركة، اصحاب الأيادي البيضاء التي لم تمتد للمال العام عيونهم على الوطن وقابضون على جمره، يغرسون الولاء والانتماء في ابنائهم وبناتهم، ويقفون على المنابر في المدارس والجامعات ومؤسسات الدولة لخلق جيل واعي يدرك تاريخ الوطن وجغرافيته وانجازاته التي بناها الاباء والاجداد بسواعدهم القوية، وركيزة أساسية من ركائز الوطن، وذو بصمات ساهمت في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، لهذا كانت التوجيهات الملكية السامية بايلاء المتقاعدين العسكريين جل الاهتمام وهم على سلم الأولويات لجلالة القائد الأعلى لأنهم الرديف والسند للقوات المسلحة الاردنية والاجهزة الأمنية، مكملين مسيرتهم مسخرين خبراتهم وجهودهم لمساندة موسسات الدولة بأكملها لمواجهة التحديات الكبيرة التي نعيشها، انهم العزوة والسند الذين سطروا باحرف من ذهب لتاريخ مشرف ومشرق للأردن خلال سنوات خدمتهم ودافعوا بشجاعة عن هذا الثرى الطيب وقدموا التضحيات في سبيله.
يتفيأ جنود الوطن ومحاربيه القدامى تحت مظلة الموسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين التي باتت ذو دور ريادي وفعال في تحقيق التنمية المستدامة والمحافظة على المصالح الوطنية وشريك رئيسي لكافة مؤسسات الدولة في مواجهة التحديات الجسام التي تحدق بنا، مؤسسة تحتضن في اكنافها كفاءات ومهارات لم تضطلع فقط بدورها العسكري في بناء الجيش العربي بل انطلقت الموسسة وبتوجيه من جلالة القائد الأعلى حفظه الله وبترجمة ذكية من مديرها اللواء الدكتور اسماعيل الشوبكي برفد القطاع العام والخاص لتوظيف واستثمار هذه الخبرات في النهوض بالمصالح الوطنية وتذليل الصعوبات والمعوقات التي تواجه الاردن في شتى المجالات، فنجدهم اليوم وعبر مائة عام من عمر الدولة يشكلون قصص نجاح في اردن الخير وتحويل التحديات إلى فرص، ويسيرون بخطى ثابتة نحو مئوية ثانية مشكلين رافد رئيسي ودعائم لمختلف موسسات الدولة في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية على المستوى الوطني، فنراهم اليوم يسيرون بخطوات واثقة في ادارة الكثير من المؤسسات المدنية والمواقع الحكومية بكل كفاءة واقتدار، شعارهم الله الوطن الملك، عنوانهم التعاضد والتكاتف لتجاوز المحن والتحديات التي يواجهها الاردن، وفي الختام من لا يشكر الناس لا يشكر الله، فجزيل الشكر والعرفان لإدارة الموسسة الاجتماعية والاقتصادية للمتقاعدين العسكريين لنجاحهم في ترجمة توجيهات جلالة الملك برسم استراتيجية وخطط تنموية واضحة المعالم انعكست ايجاباً على شريحة المتقاعدين العسكريين.
حمى الله الاردن وقيادته وشعبه وجيشه واجهزته الامنية .