طبعا هذه رسالة أوجهها إلى دولة الرئيس الذي هو متفائل لوحده ، رسالة من عميد متقاعد أمضى 33 عام في خدمة الوطن ، وهي أيضا رسالة من كل مواطن من الشعب الأردني لدولة الرئيس الذي اشبعنا جعجعة ولم نرى منه طحنا ولو لمرة واحدة .
دولة الرئيس المتفائل لوحده اتمنى ان اعرف منك اولا ( والأمنيات تعتبر ضربا من ضروب المستحيلات ) هل مجلس الوزراء قد طرح هذا الموضوع على طاولة اجتماعاتهم ثم تمّ التصويت عليه من قبلهم وحاز على موافقة أغلبية أعضاء الحكومة ، ام أنكم يا دولة الرئيس المتفائل قد قررتم لوحدكم هذا القرار وفرضته على المجلس ، وبالتالي فإن من سيعترض عليه سوف يتم تعديله بالتعديل المتوقع والمشاع عنه كما حصل مع معالي بسام التلهوني وسمير مبيضين الذين تخلصت منهم لمثل هكذا أسباب .
والسؤال الأخر الذي يدور في ذهني وذهن الشعب الأردني هو : هل دولة الرئيس قبل أن يتخذ مثل هكذا قرار كان قد استشار خبراء باالطاقة أو الصحة أو التعليم أو علم النفس أو خبراء بالآداء الوظيفي ؟؟؟.
وكما أنني الاحظ اهتمام الحكومة ومؤسساتها بعدم قتل الكلاب الضالة المنتشرة بالشوارع والحارات والتي صارت تنافس مواطنينا على تفتفيش الحاويات وتهاجم و تفتك بأطفالنا الذين يذهبون إلى المدارس بالتوقيت الحالي ، فكيف سيحصل معهم عند ذهابهم لمدارسهم قبل بزوغ الشمس ، فهي إن لم تفتك بهم فإنها سوف ترعبهم قبل جلوسهم على رحلايات المدارس ومتابعة دروسهم ، فتخيل يا دولة الرئيس طفل مرعوب من هجوم كلب ضال تريد أن تدرسه علوم ورياضيات وانجليزي .
كما اود أن أذكركم يا دولة الرئيس المتفائل وحده بأن هذا التوقيت سوف يطبق على القرى والمخيمات والبوادي والمدن التي على الأطراف والتي لا تمتع بالخدمات الموجودة بالعاصمة عمان من حيث الباصات والتكاسي والنقل العمومي والقوى الأمنية.
وأخيرا فإنني أود أن أنصح دولة الرئيس المتفائل وحده بأن عليه أن يدرس أبعاد هذا القرار من حيث الأمور التالية :
-ارتفاع معدلات صرف الوقود والكهرباء في الدوائر الحكومية مما يثقل على ميزانية الدولة ، ويثقل أيضا على جيوب المواطنين المتهالكة في فاتورة منازلهم الشتوية من غاز وكاز وأدوية وملابس وغذاء .
-زيادة الأمراض الفيروسية والرشوحات الناتجة من الأجواء الخريفية المتقلبة والشتوية الباردة(رشوحات ،ومضغات ،وإسهالات ) .
-ازدحام كبير على الطرق داخل العاصمة عمان مما قد يؤدي إلى التأخير على الدوام ويتسبب بحوادث بين السيارات ووفيات وإصابات .
-نرفزة الموظفين مع المراجعين وخمولهم وعدم أدائهم لواجباتهم و بأقل مستوياتها مع المواطنين .
-احتمالية وقوع قضايا اعتداءات من الكلاب الضالة المنتشرة بشوارعنا على اطفالنا وابنائنا الذين لا يستخدمون المواصلات ولا الطرق العامة .
-احتمالية وقوع اعتداءات جسدية و جنسية من قبل سواقين وكنترولية النقل العمومي على الركاب ، مثل التحرش الجسدي واللفظي والاغتصاب وخصوصا بين اوساط طلبة الجامعات الذين يقيمون في مناطق بعيدة عن جامعاتهم .
- واخير وحسب التوقيت الصيفي فإن الوصول إلى الساعة 12 ظهرا يعني أن تكون طاقة الشخص قد أفلت واستنفذت وما عاد يقدر على التفاعل والعمل بهمة ونشاط .
دولة الرئيس المتفائل هل ما زلت متفائلا بعدم تغيير التوقيت .