نتفق جميعا أن عزم الأردنيين قوي.. فكما يتقنون البناء وصنع التنمية وتحقيق التقدم وتوطيد الأمن، فإنهم، إذا دعا الداعي، يلبون النداء.. يجنحون للسلم، ويسعون إليه، لكنهم لا يهابون أهوال الحروب، ولا يترددون في مواجهة الأخطار. يتقدمون ويخوضون المعارك باقتدار، ويحبطون الشرور في مهدها.
الجندية الحقة هي مهنة التضحية والفداء، وبذل الدم والروح في سبيل الوطن. ولذلك استحق منتسبو القوات المسلحة من شتى الصنوف ومن مختلف الرتب، التكريم أحياء وأمواتا لأدائهم الواجب المقدس كل ضمن تخصصه تحت راية الجيش العربي. والوطن لا ينسى من بذل في سبيله الدم والروح، وبات حقا على الأمة أن تكرم أبطالها من شهداء وقدامى المحاربين.
فهم أهل الوفاء والتضحية والفداء، وعنوان الرجولة والشهامة والشرف، ضباط وجنود قواتنا المسلحة الباسلة الجيش العربي واجهزتنا الامنيه، الذين شرفوا الوطن، وأبروا بقسم الجندية ميثاقاً مع الوطن، وعهداً مع القيادة والشعب، وكانوا نعم الأوفياء للقسم، ونعم الحافظين للعهد».
وكما كان الماضي زاخرًا بأمجاد الأجداد فإن الحاضر أيضًا يأتي مصحوبًا بإنجازات الأحفاد، فما يسطره أبناؤنا من تضحيات سيتوقف التاريخ أمامها إجلالًا واحترامًا وستأتي الأجيال اللاحقة تتفاخر وتتحاكى ببطولاتهم.
وليس خافيًا على أحد أن العالم قد شهد خلال العقد الأخير أحداثًا غيرت مسار دول كانت تنعم بالأمن والاستقرار، مما أحدث جرحًا غائرًا في صدر مفهوم الدولة الوطنية من الصعب أن يلتئم أو تعود تلك الدول إلى سابق عهدها في المستقبل القريب، وكانت المنطقة التي نعيش فيها هي بؤرة كل هذه الأحداث فاندلعت شرارة التخريب والتدمير وانتهكت سيادة تلك الدول وأصبح قـرارها الوطني يتخذه غيرها، وقد فطنت قيادتنا الهاشميه الحكيمه لكل هذه الأحداث والتطورات، فبنت سياجًا متينًا من القوة والوعي والإدراك حصنت به شعبنا بدعم من جيشنا العربي واجهزتنا الامنيه منطلقين من العقيدة الوطنية التي تربوا عليها وهي الانتماء المطلق لأرض الاردن وشعبه الوفي .
وإني إذ أبعث من هنا بتحية إجلال وتعظيم واكبار إلى رجال جيشنا العربي واجهزتنا الامنيه البواسل على اختلاف رتبهم ودرجاتهم لما يحملونه من شرف الحفاظ على مقدرات ومكتسبات الوطن وجهودهم في حفظ أمننا الداخلي وتوفير البيئة الملائمة للاستقرار حتى تتمكن باقي أجهزة ومؤسسات الدولة من أداء دورها المناط بها.
ان شهداء الوطن من أبنائنا وإخواننا وأسلافنا يرصعون سردية تاريخنا بأوسمة الشرف وأكاليل الغار ..ويقولون بدمائهم إنهم أبناء قوم ذوي شكيمة وبأس وإنهم من معدن أصيل لا تغيره أيام العسر ولا أيام اليسر ولا زمن الندرة ولا زمن الوفرة، وإن عودهم صلب يزيده رغد العيش ورقى نوعية الحياة صلابة.
وستظل أفضال شهدائنا على وطننا باقية ما بقيت الحياة، فقد أزهرت دماؤهم الزكية في ثنايا هويتنا الوطنيه هويه عربيه اردنيه هاشميه ، وزادتها بهاء وتألقا، وعمقت رسوخها في نفوس الأجيال، وعززت مضامينها بأسمى المبادئ والقيم
وستظل دماء شهدائنا أوسمة فخر تزدان بها صدورنا وصدور أبنائنا وأحفادنا، ومنارات تضيء الطريق في مسيرة وطننا العزيز وسيظل أبناؤهم وذووهم أمانة في أعناقنا، يتعهدهم الوطن بالتقدير والحب، وتتولاهم الدولة بالعناية والرعاية".
اما رفاق السلاح والمحاربين القدامى والمصابين العسكريين فهم شجرة وارفة الظلال مثمرة بعطائها جذورها في الأرض وفروعها في السماء عشقوا أحرف الأردن واتقنو ابجدياته...
وسنبقى نسرد الحكايات في ليالي الشتاء البارده فذكرياتنا بحلوها ومرها لا تموت بل تنبض بأرواحنا..في لحظه ما ...ربما حين ...