نيروز الإخبارية : استحدثت الجامعة الأردنية ابتداء من العام الدراسي 2022-2023، قسما للذكاء الاصطناعي هو "الأول في الأردن"، بحسب ما ذكرت الجامعة في بيان الاثنين.
ويأتي استحداث القسم، بحسب البيان، "تماشيا مع الثورة الصناعية الرابعة والتطور التكنولوجي الذي أحدثته في مختلف المجالات، وإيمانا بدور التكنولوجيا في بناء الاقتصاد الوطني وتحول استراتيجيات الدول إلى اقتصاد المعرفة".
وسيكون القسم الجديد في كلية الملك عبد الله الثاني لتكنولوجيا المعلومات، لـ "يكون أول قسم للذكاء الاصطناعي في الأردن" على ما أورد البيان.
ويحتوي قسم الذكاء الاصطناعي على برنامجين يمنح من خلالهما درجة البكالوريوس في الذكاء الاصطناعي ودرجة البكالوريوس في علم البيانات، حيث طُوّرت الخطط الدراسية لتحاكي المواضيع المتطورة والحديثة في مجالات الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات، وربطها بتطبيقات عملية في المجالات المختلفة، وذلك ليكون قسم الذكاء الاصطناعي في الجامعة الأردنية من الأقسام الرائدة في هذا المجال، وفق البيان.
وقد عُمل على رفد قسم الذكاء الاصطناعي بنخبة من أعضاء الهيئة التدريسية من الذين يحملون درجة الدكتوراه في تخصصات مختلفة مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات الضخمة ومعالجة اللغات الطبيعية والرؤية الحاسوبية والروبوتات الذكية وغيرها من التخصصات ذات العلاقة.
ويعكف القسم حاليا، على عقد شراكات متينة مع الشركات المحلية والإقليمية والعالمية والمتخصصة بمعالجة البيانات وتحليلها وبناء أنظمة الذكاء الاصطناعي لفتح سبل التعاون في مجالات التدريب وعقد الندوات ومعرفة حاجات السوق والمهارات اللازمة لإكسابها لطلبة القسم.
إضافة إلى ذلك، يتطلع القسم، استنادا لرؤية واستراتيجية الجامعة الأردنية، لـ "يقود مرحلة من التحديث وإدماج الذكاء الاصطناعي في المجالات المتعددة على مستوى الجامعة والوطن، وأن يصبح رائدا في التعليم الأكاديمي والبحث والابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات، ورافدا أساسيا للكفاءات للسوق المحلي والإقليمي والعالمي".
ويعتبر برنامج الذكاء الاصطناعي في القسم من البرامج الرائدة والحديثة التي توفر فرص عمل متنامية لتواكب تغيرات المستقبل، ويقدم المعارف والمهارات اللازمة لتوظيف أجهزة الحاسوب في القيام بأعمال تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل التعلم والمحادثة والإبداع، وذلك من خلال طرح مساقات مختلفة تشمل التعلم الآلي والشبكات العصبونية، وتمثيل المعرفة والاستدلال، والتفاعلات بين الإنسان مع الآلة، والإدراك والنمذجة البشرية، وعلوم البيانات، والروبوتات، والواقع المُعزّز، والرسومات، ورؤية الحاسوب والتصوير ومعالجة الإشارات السمعية والبصرية ومعالجة اللغات الطبيعية.
ويوفر البرنامج نظرة ثاقبة في جميع مجالات الذكاء الاصطناعي، من نظريات ومنهجيات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى توفيره لبيئة تطبيقية تعمل على إكساب الطلبة مهارات البرمجة العملية، حيث يركز البرنامج على التطبيقات الواقعية للذكاء الاصطناعي.
ويُتوقَّع من خريج برنامج الذكاء الاصطناعي أن يكتسب معارف ومهارات مختلفة كالقدرة على تحليل البيانات وبناء النماذج والأنظمة الذكية، ومعالجة اللغات الطبيعية ومعالجة الأصوات والصور، وقياس أداء أنظمة التعلم الآلي، وكيفية عمل وتصميم الروبوتات وغيرها من المعارف، إذ سيوُفّر هذا البرنامج كثيرًا من الوظائف مثل مطور أنظمة التعلم الآلي، والذكاء الاصطناعي.
أمّا برنامج البكالوريوس في علم البيانات، فيُعدُّ واحدًا من البرامج التي تُعنى بالاستفادة من الكم الهائل من البيانات عبر توظيف الأدوات والخوارزميات المتطورة، والمساعدة في اتخاذ القرارات بناء على القيمة والمعرفة المُستخرجة من البيانات بعد معالجتها، حيث تعتبر تلك البيانات "نفط القرن الواحد والعشرين"، المصطلح الذي أُطلق للدلالة على أهمية البيانات في العصر الحالي؛ فكما النفط الخام الذي لا يمكننا استعماله والاستفادة منه إلا بعد تكريره، كذلك البيانات، لا يمكننا الاستفادة منها إلا بعد تنقيبها وتحليلها واستخراج النافع والمفيد منها.
ويُعدُّ علم البيانات من المجالات الوظيفة الأكثر جاذبية في القرن الحادي والعشرين، ويُعنى بتحويل مجموعات بسيطة من البيانات إلى مصفوفات معقدة من ملايين البيانات المقترنة بآلاف المتغيرات.
ويقوم هذا التخصص على توظيف واستخدام خوارزميات ذكية تعتمد على التعلم الآلي لاكتشاف الأنماط المفيدة في مجموعات البيانات، لذا، لا يمكن فصل علم البيانات عن
العلوم الأخرى، مثل: أنظمة قواعد البيانات وهندسة البيانات التمثيل المرئي للبيانات وذكاء الأعمال وتحليل البيانات الكبيرة.
ومن أشهر الوظائف الناتجة عن هذا التخصص "عالم البيانات"؛ وهو الشخص المعنيّ بالتحليل الحسابي والإحصائي للبيانات، وبناء نماذج التعلم الآلي لحل مشاكل مختلفة في مجالات متعدّدة.
ويُتوقَّعُ من خريج برنامج علم البيانات القدرة على تجميع البيانات وتجهيزها بالتنسيق المطلوب والتمثيل المرئي لها وبناء خوارزميات التعلم الآلي والتعلم العميق والقدرة على استخراج الأنماط والتراكيب الضمنية في البيانات، إضافة إلى المعرفة والمهارة في تطبيق مختلف لغات البرمجة مثل بايثون، والمعرفة بعلم الإحصاء والاختبارات الإحصائية والتوزيعات، والتواصل والتعاون مع خبراء تكنولوجيا المعلومات وخبراء الأعمال.
ويتطلّع القسم من خلال برامجه إلى رفد المجتمع بخريجين مؤهلين نظريا وعمليا، ويمتلكون مهارات متميزة في الابتكار والابداع والبحث العلمي في مجال تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي ومعالجة البيانات، مع تمكينهم من المنافسة والانخراط في سوق العمل بفعالية في القطاعين العام والخاص، لتلبية الاحتياجات الوطنية في هذا المجال، وكذلك للمشاركة في إيجاد حلول مستدامة مبنية على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة لأهم التحديات والمشكلات الوطنية.