الرياضة تربية وطنية أخلاقية اجتماعية ، الأهداف التي تُسجَّلُ في مرمى الفريق المقابل ليست حربٌ تستوجبُ الثأرَ والإنتقامِ ، ولا تُربة خصبة لنموّ التعصّب ، ولا مركز شحن للكراهية ، ولا معهد تدريب على السلوك المنحدر ، ولا مناسبة لرفع شعارات تجرح الوحدة الوطنية ، أو تخدش النسيج الإجتماعيّ ، ولا فرصة لإحياء الفتن الجاهلية بين عبسٍ وذبيانَ ، لاسترجاعِ داحسَ والغبراءَ في سباقِ الخيلِ ، القضية ليست حشداً جماهيريّاً للإستقواء على القانون ، أو التمادي خارج دائرة الرياضة ، هي روحٌ رياضيّة فقط ، ودون ذلك؛ هو خروجٌ على القانونِ ، وعلى قيمنا الأخلاقية ، وعلى معتقداتنا الدينية ، لأنّ المسلم من سلم المسلمون من لسانهِ ويدهِ .
عمليّاً؛ كثيراً منّا يتجنّب الإلتزام بالقانون ويتجاهله ، إعتماداً على بدائل اجتماعية يعتقد أنّها أقوى من القانون ، علماً بأنّ القوّة والقانون بينهما تلازم دائم ، وتوازي مستمرّ ، فلا قيمةَ للقانونِ بلا قوّةٍ تحميه ، كما أنّ القوة بدون قانونٍ يضبطها تُصبحُ طغياناً وظلماً ، القوّة تُجبر الجميع على تطبيق القانون ، "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن" ، القوّة تحول دون اتساع دائرة الهويّات الفرعية ، تمنع الإساءة للمواطنة ، تردعُ من يحاول تشويه مفهوم الدولة ، القوّة تُعطي معنىً للقانونِ ، وجمالٌ للوطنِ ، وروعةٌ للعملِ ، تنالُ رضى الناسِ ، تحوزُ على إعجابِ المجتمعِ ، القوّة عنوان الاستقرار ، ومصدر الطمأنينة ، "المؤمنُ القويُّ خيرٌ من المؤمنِ الضعيفِ" وفي كلٍّ خير .
الدولةُ العميقةُ قويةٌ ، قادرةٌ على الصبرِ والتحمُّلِ ، تحترمُ سيادةَ القانونِ ، قوّة الدولة تكمنُ في قوّة القانون ، وسلامةُ العصبِ ، وسلامةُ الرأسِ الذي يرصدُ الأزمات ، يتابع تسلسلُ الإحداثِ ، يتحرّك من برج المراقبة إلى موقع السيطرة ، يحسم الموقف بقوّة القانون ، حيثُ ينحني الجميع أمامها ، لا قيسٌ ولا يَمنٌ ، سواسيةٌ كأسنان المشط ، هذا هو الضامن الوحيد لمنع ظهور العصابات ، قوّة القانون أحرّ من الجمر ، أنفذُ من وخزِ الإبَر ، وأصلبُ من الصخرِ ، قوّة القانونِ تبني وطناً لا يُهزمُ ، ودولةُ لا تَفشل ، قوّة القانون هي عنوان قوّة الدولة .