قال أمين عام وزارة الثقافة الأديب هزاع البراري أننا نجتمع اليوم بكل فخر واعتزاز ليس للتذكير في أيقونة الشمال الشهيد الشيخ كايد المفلح عبيدات، إنما نحن هنا لننهل من هذا التاريخ العظيم، وفي هذا الخندق العروبي الكبير الكثير من الدروس والعبر، حيث سوريا ولبنان في الشمال وفلسطين في الغرب، فأنتم هنا في قلب العروبة والتاريخ، وقد قدمت هذه الأرض الكثير من أبنائها الطيبين للدفاع عن فلسطين، وفي إرساء قواعد البناء والتنمية في الأردن بلد الراية الهاشمية.
جاء ذلك في كلمة له خلال افتتاحه مندوباَ عن وزيرة الثقافة ضريح الشهيد كايد مفلح عبيدات في بلدة كفرسوم التابعة لبلدية الكفارات في لواء بني كنانة وبتنظيم من هيئة شباب كفرسوم وبدعم من وزارة الثقافة ضمن احتفالية اربد العاصمة العربية للثقافة للعام 2022.
وبين أن لدينا شهداء ساهموا في حماية الوطن والذود عنه ليبقى خالدا للأجيال القادمة، وعلينا أن نتذكر دائما أن الشيخ كايد المفلح العبيدات ورفاقه الذين استشهدوا في تلك المواقع وعلى أسوار القدس وفي أرجاء الوطن هم رموز الشهادة وستبقى هذه الشهادات هي البوصلة المستقبلية، وإذا لم نتذكر هذه الشهادات لن نستطيع أن نواصل عملية النهضة والبناء والتنمية الشاملة.
وأضاف أن الأردن هي بلد الشهداء، حيث كانت وما زالت الشهادة مرتبطة برأس الدولة وكان أول شهيد المغفور له الملك المؤسس عبدالله الأول الذي استشهد في المسجد الأقصى في القدس، وهناك رئيس وزارات والكثير من رجالات الأردن، فالشهادة مرتبطة في هذه الأرض ارتباطا وثيقا منذ آلاف السنين وحتى هذه اللحظة، فأينما تذهب تجد دماء الشهداء الأردنيين في كل مكان وزمان.
رئيس هيئة شباب كفرسوم السيد مشهور عبيدات قال في كلمة له: أن شيوخنا وزعاماتنا التي وعت مسؤوليتها وعملت استطاعتها للدفاع عن الأمة بكل أمانة وإخلاص ومسؤولية، تستحق منا جميعا بذل الجهود للتذكير بهم وتوعية الأجيال القادمة بدورهم ونضالهم في سبيل الوطن والامة.
وأضاف أن الشيخ الشهيد كايد المفلح العبيدات سيقى خالدا في الوجدان و علما لا ترتفع فوقه راية في الجهاد الوطني والقومي، وحق لأبنائه وكل أهله أن يفخروا بأنه سيبقى شامة على خد الوطن بها نزهو ونفخر، وحق له أن يحمل الاردنيون اسمه وساما على صدر المجاهدين لخير الوطن والامة، وقدم عبيدات شكره الجزيل لكافة الجهات الداعمة والمشاركين والحضور.
وعلى هامش افتتاح الضريح جرى تنظيم احتفالية في ديوان آل عبيدات، قدم مفرداتها الدكتور هاني عبيدات، وتحدث فيها حفيد الشهيد المهندس صائب عبيدت والدكتور أحمد النوتي، حيث استعرضوا مسيرة الشهيد الشيخ كايد المفلح العبيدات الحافلة بالتضحية والعلم والمعرفة والنضال القومي العربي دفاعا عن كرامة الامة العربية، واستذكروا سيرته الشخصية وتحدث المهندس منذر بطاينة عن دور المكتب التنفيذي في الإعداد والتنسيق والتنظيم لفعاليات الاحتفالية منذ إعلان إربد العاصمة العربية للثقافة.
وحضر حفل الافتتاح النائب يحيى عبيدات والوزير الأسبق الدكتور محمد طالب عبيدات ومتصرف لواء بني كنانه الدكتور عبدالرحمن الربابعة ومدير ثقافة إربد عاقل الخوالدة ومدير المكتب التنفيذي لاحتفالية إربد العاصمة العربية للثقافة للعام 2022 وعدد كبير من شيوخ ووجهاء لواء بني كنانة ومحافظة اربد.
و الشهيد الشيخ كايد المفلح العبيدات من مواليد قرية كفرسوم عام 1868 تلقى تعليمه في الكتاتيب ودرس القرآن الكريم والحساب والعلوم وكان لديه وعي بقراءة التاريخ العربي، والشهيد عبيدات هو القائد الذي شنَّ هجوما قويا في معركة تلال الثعالب ورفاقه الأبطال على المحتلين والمستوطنين اليهود والإنجليز في ذلك الوقت، وخاضوا معركة شرسة غير متكافئة، حيث السيف والبندقية مقابل الرشاشات والمدافع والطيران الجوي، وكانت معركة حامية الوطيس استشهد على إثرها الشيخ كايد المفلح العبيدات ومجموعة من رفاقه الأبطال الذين سطروا الملحمة الأولى في أجمل صورة وضربوا مثالا حيا خالدا في الوجدان في التضحية والبطولة والانتماء والولاء للوطن والأمة العربية والإسلامية.