بدأت فعاليات مؤتمر الدراما والإبداع في التربية والتعليم، الثلاثاء في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي، برعاية وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة.
وحضر حفل افتتاح المؤتمر الذي نظمه المركز الوطني للثقافة والفنون التابع لمؤسسة الملك الحسين بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم وبدعم من مؤسسة "دروسوس" ومقرها زيوريخ، رئيسا الوزراء السابقان؛ عضو مجلس أمناء مؤسسة الملك الحسين الدكتور عدنان بدران، والدكتور عمر الرزاز، والعين رابحة الدباس، ومندوب وزيرة الثقافة أمين عام الوزارة هزاع البراري، وعدد من المسؤولين المعنيين بالعملية التربوية.
واستهل الحفل بعرض بصري لدور ومهام المركز الوطني والبرامج والمشروعات التي نفذها في إطار الدراما التفاعلية والتعليمية والتربوية، بهدف إثراء العملية التعليمية بما يواكب العصر الحديث من خلال الدراما والموسيقا، وإدماج هذه الفنون ولا سيما المسرح في التعليم كجزء أساسي من العملية التربوية والتعليمية.
وألقى الدكتور محافظة كلمة في الجلسة الافتتاحية قال فيها؛ "نعيش اليوم في عالم سريع التغيّر والتطوّر، فالتربية لا تُعد الأفراد لعالم ساكن، بل ينبغي أن تعمل على إعدادهم للتكيف مع التغيرات التي تزداد تعقيداً خلال حياتهم والتي قد تصعب ملاحظتها في هذا العصر، لهذا لا بد أن نعمل على تزويدهم بالأدوات اللازمة التي تمكنهم من استمرارية التعلم الفاعل".
ولفت إلى أهمية دور الصناعات الابداعية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية ودورها في دعم المواهب في مجالات الفنون والثقافة لتنمية عقول الطلبة وتحويل أفكارهم الابداعية إلى نماذج تعلمية رائدة.
وبين محافظة أن أهمية انخراط الطلبة بأنشطة الدراما التربوية بوصفها المكمّل للعملية التعليمية التربوية هي وسيلة فاعلة لتعزيز مهارات القرن الواحد والعشرين التي تعمل على تنمية التفكير الناقد وحل المشكلات والتواصل والتعاون والإبداع والابتكار لديهم من خلال إحداث تغيرات في سلوكيات المتعلمين مما يعزز مفاهيم الريادة ويشجع الإبداع لديه.
ولفت إلى أن هذه الأنشطة تعد من أكثر طرق التدريس فاعلية في تنمية مهارات التفكير، لأنها تتيح فرصاً للمتعلمين لممارسة عمليات العلم التي تتضمنها الطريقة التفاعلية النشطة.
وقال محافظة إن رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني بأهمية بناء الإنسان الأردني بناءً متكاملًا ومتوازناً مزودًا بالمعارف والمهارات اللازمة دعت إلى مواكبة المستجدات التعليمية والتربوية الحديثة وتوظيف مختلف أشكال وأساليب التعليم الحديثة في العملية التعليمية التي تمكنه من المشاركة الفاعلة في عملية التنمية.
وفي هذا الإطار، أشار إلى أن الوزارة تعمل على غرس ثقافة الإبداع لدى طلبتها، بتنمية مواهبهم وقدراتهم الخاصة وجوانب التميز لديهم، مبينا أنها ضمنت مناهجها الدراسية مفاهيم الإبداع في مختلف المراحل الدراسية، من خلال تشجيعهم على إنتاج أفكار جديدة وتحويلها إلى واقع ملموس من خلال أنشطة صفية تكون ذات قيمة مضافة تدعم عمليتي التعليم والتعلم.
ولفت محافظة إلى أن الوزارة وضعت إطارا خاصا للفنون الدرامية والموسيقا وأقره مجلس التربية وعلى وشك التنفيذ في المدارس قريبا.
وأشار إلى تعاون الوزارة مع مختلف الجهات الداعمة من أجل تسليط الضوء على أحدث أساليب تدريس الدراما الخلّاقة في المدارس، ودور مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص في تحقيق كل تلك التطلعات الساعية إلى تعزيز منهجية الدراما في التربية والتعليم وتعميمها.
من جهتها، أشارت مدير عام المركز الوطني لينا التّل في الجلسة؛ إلى أن هذا المؤتمر يُعد ثمرة نجاح مشروع "الإبداع في الغرفة الصفية" الذي دام 4 سنوات متواصلة بدعم من مؤسسة "دروسوس" مما مكننا من قياس أثر أهدافه المرجوة على المعلمين والطلبة لخدمة التعليم في الأردن بطرق إبداعية ومؤثرة من خلال الدراما التربوية.
واستعرضت دور المركز منذ تأسيسه عام 1987 لتعزيز التنمية الاجتماعية والتفاهم بين الثقافات، والإبداع من خلال الاستفادة من الفنون الأدائية وطنياً ودولياً، وتقديم نماذج إبداعية مبتكرة في كيفية استخدام الفنون الأدائية المتمثلة بفنون المسرح والرقص، لإثراء العملية التعليمية والتنمية الاجتماعية وتعزيز القيم الإنسانية.
وبينت التل أنه خلال فعاليات المؤتمر، سيجري إطلاق مخرجات المشروع وأثره الإيجابي الذي لمسناه من قبل المعلمين والمعلمات والطلبة، والاحتفال بانتهاء تدريب 300 معلم ومعلمة من عمّان ومحافظات إربد والكرك والزرقاء، حول "استخدام الدراما في التربية والتعليم وتقنيات الفنون المسرحية".
وأعربت عن اعتزازها بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم منذ سنوات عدة، والتي تمثلت في إثراء العملية التعليمية من خلال برامج ومسرحيات تربوية جرى عرضها في المدارس في جميع محافظات المملكة، مشيرة إلى أن الوزارة أولت اهتمامها بالمسرح والدراما التعليمية وبادرت في عام 2018 بتخصيص 20 بالمئة من المنهاج للأنشطة اللامنهجية، تغطي حصتين مقررتين ضمن برنامج الدروس الأسبوعي.
وفي هذا الإطار، بينت التل أن المركز قام بالشراكة مع الوزارة بإعداد دليل متكامل حول "الدراما في التربية والتعليم وتقنيات الفنون المسرحية" للمعلمين والمعلمات، موجه للطلبة من الصف الأول إلى الثاني عشر.
وعبرت المديرة التنفيذية لمؤسسة "دروسوس" سوبا اوماثيفان في كلمتها؛ عن سعادتها بوجودها في الأردن لأول مرة، معربة عن إعجابها باطلاعها على الثقافة والتراث الأردني.
وثمنت دور وزارة التربية والتعليم بالمشاركة في عقد هذا المؤتمر واهتمامها بإدراج الدراما ضمن برامجها التعليمية اللامنهجية، منوهة بدور الدراما والفنون في صقل شخصيات الأطفال واليافعين وتنمية ثقافتهم ومداركهم وإكسابهم مهارات عديدة.
وتبع الجلسة الافتتاحية تقديم عرض بصري وثائقي تسجيلي عن المشروع في محافظتي الكرك والزرقاء تحدث فيه تربويون من وزارة التربية عن المشروع وبرامجه وأهدافه ونتائجه والطموحات في التوسع به.
كما شارك عدد من طلبة المدارس ممن انخرطوا في برامج المشروع وورشاته في تقديم عرض عن المهارات التي اكتسبوها وتجربتهم في ذلك، وعبروا عن مدى الفائدة التي تحققت لديهم لاسيما في اكتساب العديد من المهارات وتعزيز قدرة التواصل لديهم مع محيطهم.