نيروز الإخبارية : نظمت جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، عدداً من اللقاءات والفعاليات الثقافية في دولة الكويت، وذلك في إطار جولة للفريق الإعلامي للجائزة للتعريف بمسيرتها وغاياتها ورؤيتها المستقبلية.
واشتملت الجولة التي استمرت ثلاثة أيام، اعلى عقد ندوة ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الكويت الدولي للكتاب بدعوة من المجلس الوطني للثقافة والفنون، ولقاءات حوارية مع معنيين بحركة الترجمة، إلى جانب لقاءات إذاعية وتلفزيونية، وزيارات لعدد من المكتبات والمرافق العلمية والأكاديمية والبحثية بدولة الكويت.
وأكدت المستشارة الإعلامية للجائزة د.حنان الفياض خلال الجولة وهي الثانية في الكويت لفريق الجائزة-، أهمية فعل المثاقفة والدور الذي تلعبه الترجمة في التواصل بين الحضارات ونقل المعارف، مشيرة إلى أن الترجمة من شأنها أن تدفع العالم نحو السلام، وأنها تندرج ضمن ما يسمّى "القوة الناعمة".
وأوضحت أن الجائزة تعتمد منهجاً مختلفاً عن الجوائز الأخرى المخصصة للترجمة حول العالم، وهو منهج يقوم على عدم التركيز على لغة واحدة، والتنويع بين اللغات.
وقالت إن الموسم الثامن للجائزة (2022)، هو استمرار لمسيرة شملت سبع لغات رئيسة وأربع وعشرين لغة فرعية، وأضافت أن الجائزة استمراراً لتعزيز التواصل بين الثقافة العربية وثقافات العالم، وجهت اهتمامها في الدورة الثامنة إلى اختيار التركية لغةً رئيسة ثانية من جديد، واختيار خمس لغات جديدة في فئة الإنجاز للّغات الفرعية، وهي: الرومانية، وبهاسا أندونيسيا، والكازاخية، والسواحلية، والفيتنامية.
وبينت أن الجائزة التي تصل قيمتها إلى مليونَي دولار، تعمل على تشجيع الترجمة من اللغة العربية وإليها بأكثر من لغة، معتمدةً لغةً عالمية كل عام إلى جانب الإنجليزية؛ فاختيرت التركية في العام الأول، والإسبانية في العام الثاني، والفرنسية في العام الثالث، والألمانية للموسم الرابع، والروسية للموسم الخامس، والفارسية للموسم السادس، والصينية للموسم السابع.
ولفتت إلى أن دائرة الجائزة اتسعت في عام 2017، من خلال إضافة فئة "جائزة الإنجاز" لها، والتي خُصصت للترجمة من وإلى خمس لغات فرعية يتم اختيارها في كل عام.
وأكدت أن الجائزة تسعى إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب العالم، وحثّهم على مدّ جسور التواصل بين الأمم، ومكافأة التميز في هذا المجال، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع والتعددية والانفتاح. كما تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب.
وأعربت الفياض عن اعتزازها بما حققته الجائزة عبر مسيرتها في مجال تشجيع الأفراد ودُور النشر والمؤسسات الثقافية العربية والعالمية على الاهتمام بالترجمة والتعريب والحرص على التميز والإبداع فيهما، والإسهام في رفع مستوى الترجمة والتعريب على أسس الجودة والدقة والقيمة المعرفية والفكرية، وإغناء المكتبة العربية بأعمال مهمة من ثقافات العالم وآدابه وفنونه وعلومه، وإثراء التراث العالمي بإبداعات الثقافة العربية والإسلامية، وتقدير مَن يسهمون في نشر ثقافة السلام وإشاعة التفاهم الدولي، أفراداً ومؤسسات.
وبشأن فئات الجائزة لهذه الدورة والقيمة المالية لكل منها، أوضحت أن فئة جوائز الترجمة في اللغتين الرئيسيتين (الكتب المفردة) تنقسم إلى أربعة فروع: الترجمة من العربية إلى الإنجليزية وبالعكس، والترجمة من العربية إلى التركية وبالعكس. وخُصص لها 800 ألف دولار، توزَّع بواقع 200 ألف دولار لكل فرع؛ 100 ألف دولار للمركز الأول، و60 ألف دولار للمركز الثاني، و40 ألف دولار للمركز الثالث.
أما جائزة الإنجاز في اللغتين الرئيسيتين فتبلغ قيمتها وفقاً للفياض 200 ألف دولار، بينما خُصص مليون دولار لجوائز الإنجاز في اللغات الفرعية المختارة التي تشمل خمسة فروع: الترجمة من العــربيــة إلى بهاسا أندونيسيا، ومن بهاسا أندونيسيا إلـى العــربيــة، ومن العـربية إلى الكازخية، ومن الكازخية إلى العـربية، ومن العربية إلى الرومانية، ومن الرومانية إلى العربية، ومن العـربية إلى السواحلية، ومن السواحلية إلى العــربية، ومن العربية إلى الفيتنامية، ومن الفيتنامية إلى العربية.
وعن شروط الترشح للجائزة، قالت الفياض إن الأعمال المرشحة يجب أن تحقق مجموعة من الشروط؛ من أبرزها أن تكون في مجال العلوم الاجتماعية، والإنسانيات، وأن تكون هذه مطبوعة ومنشورة في السنوات الخمس الأخيرة من تاريخ إعلان الترشح.
بدورها، قالت المنسقة الإعلامية للجائزة د.امتنان الصمادي إن الترجمة تمثل عملية تواصل بين لغتين: لغة الهدف، ولغة المصدر.
وأشارت إلى أهمية جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي لكونها غيرت في مفهوم جوائز الترجمة الشائعة التي تسلط الضوء على اللغة الإنجليزية تحديدا من بين لغات العالم، في حين أن هذه الجائزة تميزت بمنح الأهمية لكل لغات العالم، فلا سيادة للغة على أخرى، وكل لغات العالم ذات سيادة ولها اعتبارها ما دامت تحمل في جعبتها حضارة وفكرا ما. من هنا تختار الجائزة كل عام لغات جديدة إلى جانب الإنجليزية الثابتة في كل المواسم.
وكشفت الصمادي أن الترجمة من الإنجليزية إلى اللغات الأخرى تستأثر بأكثر من 41 في المئة من إجمالي حركة الترجمة حول العالم، وفقاً لإحصائيات عام 2017، بينما تستحوذ اللغتان الفرنسية والإسبانية وحدهما على حوالي 12 في المئة تقريباً، أما النسبة المتبقية فتتقاسمها بقية اللغات، ومنها العربية التي لا يتجاوز المترجَم منها 1 في المئة من إجمالي حركة الترجمة. واستدركت بقولها إن الأمر الإيجابي "أننا في الحركة المعاكسة استطعنا نقل الآخر إلى اللغة العربية بشكل مقبول".