إنّ السيروتونين، المُلقّب بـ»هورمون السعادة»، هو ناقل عصبي يؤدي دوراً مهمّاً في الحالة المزاجية. في الواقع، إنّ الأدوية المعروفة بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، التي توصف غالباً لعلاج الاكتئاب، تقوم بذلك عن طريق زيادة مستويات السيروتونين. لكن ماذا عن الوسائل التي ترفع مستويات هذه المادة الكيماوية طبيعياً؟
يتكوّن السيروتونين من الحامض الأميني الأساسي تريبتوفان، المتوفّر بكثرة في الحبش والمسؤول عن تحفيز النوم. وبما أنّ الدماغ والجهاز الهضمي يقومان بإنتاجه، فإنه ينقل الرسائل بين الخلايا العصبية في الدماغ وبقيّة الجسم.
ورغم الحاجة لإجراء دراسات إضافية، يعتقد العلماء أنّ السيروتونين قد يؤثر في تخثر الدم، وأيضاً في صحّة الجهاز العصبي، والقلب والأوعية الدموية، والعظام. وعلى وجه التحديد، إنه قد يساعد على تنظيم بعض الأمور مثل الشهيّة، والنوم، والأداء الجنسي، والذاكرة. ومع ذلك، فإنّ أكثر ما يشتهر به السيروتونين هو ارتباطه بالمزاج. صحيحٌ أنّ مثبطات استردادi الانتقائية تُفيد بعض الأشخاص الذين يعانون الكآبة، إلّا أنّ الأبحاث العلمية وجدت أنها غير فعّالة للجميع.
وإذا كنتم تريدون زيادة مستويات السيروتونين في أجسامكم، فربما يمكنكم القيام بذلك بعيداً من العقاقير. لكن يجب أن تحرصوا أولاً على استشارة الطبيب قبل التوقف عن تناول أي أدوية، بما فيها مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، بما أنّ التخلّي عنها فجأة قد يؤدي إلى حدوث آثار انسحاب. وعرض الطبيب أندرو ويل، من جامعة أريزونا، أبرز توصياته لتعزيز السيروتونين طبيعياً:
- الحركة
ثبُت أنّ التمارين الرياضية تدفع الجسم إلى إفراز التريبتوفان والمواد الكيماوية المعروفة بالإندورفين التي تساعد على الشعور بالسعادة. ووجدت الدراسات أنّ ممارسة 90 دقيقة فقط من الرياضة في الأسبوع قد تحسّن المزاج بنفس فعالية مضادات الاكتئاب.
- التعرُّض لمزيدٍ من الضوء
إنّ التعرُّض للضوء الساطع قد يساعد على ضمان توازن مستويات السيروتونين. للاستفادة من ذلك، يمكنكم ممارسة الرياضة في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس.
- الانخراط أكثر في التأمّل
لا تزال الأبحاث في أولى مراحلها، ولكن هناك دلائل على أنّ تمارين التأمّل قد تساعد على تغيير تركيبة الدماغ بشكلٍ إيجابي، ربما عن طريق زيادة معدلات السيروتونين.
- تعزيز التريبتوفان
رغم أنّ الحبش غنيّ بالتريبتوفان، إلّا أنّ الجسم لا يحوّله إلى السيروتونين بكفاءة عالية. لذلك، وبدلاً من زيادة كمية اللحوم المستهلكة، يُفضّل رفع مستويات التريبتوفان من خلال تناول الكربوهيدرات المعقّدة مثل الفاكهة، والخضار، والبقوليات، والحبوب الكاملة التي تساعد الجسم على معالجة هذا الحامض الأميني بشكلٍ أفضل.