تكثر البازرات في موسم الميلاد كما في كل عام، ولربما لذلك جانب إيجابي في إدخال فرحة الأعياد المجيدة وبهجتها ولا سيما إلى العائلات والأطفال حيث الفعاليات والعروض ومجموعة الكشافة التي تستهوي قلوب الكثيرين.
ولكنني في مقالي هذا أحببت أن ألقي الضوء على الجانب الأهم للبازات والتي تهدف بالأساس إلى دعم أصحاب الطاولات المشاركين في عرض منتوجاتهم وأشغالهم اليدوية ولا سيما البيتية منها بهدف دعمهم إقتصاديا في هذا الفصل الميلادي ولا سيما ونحن نمر بظروف إقتصادية صعبة في الوقت الذي أصبحت فيه متطلبات الحياة كثيرة وتتطلب مزيداً من الدخل لموائمته مع الإحتياجات العائلية المتنامية.
تشرفت اليوم الجمعة 9/12/2022 ومع موعد اقتراب ليلة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية أن أشارك في إفتتاح بازارٍ من تنظيم فضائية نور سات- الأردن وتحت رعاية مجلس رؤساء الكنائس في الأردن، فقد حمل هذا البازار أجمل المعاني وأعمقها بتسميته "سوق الرحمة الميلادي"، فمع كونه بازاراً يعرض مسلتزمات العيد وإحتياجاته وما يرافقه من فعاليات وعروض إلا أنه في جوهره يحمل سِمَةَ الرحمة كونه مخصص لدعم العائلات المشارِكة، وأما ريعُهُ فيذهبَ لدعم الأسر والعائلات المحتاجة الموجودة بيننا في مجتمعنا الأردني، وكم هي كثيرة. فالمشاركة في دعم سوق الرحمة الميلادي هذا بكل الطرق والإمكانيات هو مساهمة في عمل الرحمة الإلهية نحو من يحتاجون إليها عملا بقول السيد المسيح " طوبى للرحماء لأنهم يرحمون".
فما أكثر البيوت والعائلات التي ينقصها الدفئ والحنان والحب والعطف والعطاء، وإذا لم نسارع إلى عمل الرحمة فنحن نبقى بعيدين عن روح الميلاد ومعناه الحقيقي. فليس الميلاد زينة ومظاهر وإحتفالات ومباهج بقدر ما هو أيضاً إدخال الفرحة إلى قلوب الآخرين ومسح الدمعة من عيونهم وزرع البسمة على وجوههم والتخفيف من آلامهم وملء حياتهم بالأمل والرجاء .. عندها فقط نكون في الميلاد ويكون الميلاد فينا. فرحمة الله التي ظهرت لنا بميلاد طفل الميلاد ابن العذراء المباركة مريم بقوة وعمل الروح القدس، جعلت فجراً جديداً يشرق علينا أساسه السلام والمحبة والعدالة والكرامة الإنسانية والمساواة وحق الإنسان في عيش كريم.
فنحن مدعويين إذن لأن نعيش فرحة الميلاد بأن نلتفت إلى من يحتاجون هم أيضاً أن ينالوا تلك الرحمة الإلهية عليهم وعلى بيوتهم ويختبروا عمق ومعنى الميلاد وأهميته.
سوق الرحمة الميلاد مناسبة لنسهم فيها في إدخال الفرحة لقلوب الآخرين.