2025-12-14 - الأحد
بني مصطفى تكتب :السردية الوطنية الأردنية التاريخ الذي لا يُختزل nayrouz 18 ديسمبر.. المؤتمر الصحفي للمعرض المصري السعودي للامتياز التجاري في القاهرة nayrouz مبابي يواصل التألق… الهدف 17 لريال مدريد ضد ألافيس nayrouz إطلاق حفل أرابيلا الثقافي في إربد دعمًا لإبداعات الشباب nayrouz ويجز يحيي أولى حفلاته في المغرب بمهرجان تيميتار الموسيقي nayrouz نادي الفجيرة العلمي شريكًا رسميًا في تنظيم DIS Expo Dubai والمعيلي مديرًا علميًا للمعرض nayrouz الحويدي تترأس اجتماع فريق تطوير مديرية تربية البادية الشمالية الغربية nayrouz وزير النفط الكويتي: السيطرة على أسعار أسواق النفط صعبة وغير خاضعة لمعادلة ثابتة nayrouz ماذا قال جمال سلامي عن مواجهة الأردن ضد السعودية؟ nayrouz زلزال إداري" الأرجنتين مهددة بالاستبعاد من كأس العالم 2026 nayrouz الأمير محمد بن سلمان يعتزم تقديم عرض مذهل بقيمة 10 مليارات يورو لشراء نادي برشلونة nayrouz ريال مدريد يقرر الاستغناء عن 8 لاعبين في الميركاتو الشتوي nayrouz المنتخب المغربي ينهي استعداداته لموقعة الإمارات في نصف نهائي كأس العرب nayrouz الاتحاد الأوروبي: أكثر من 21 مليون شخص في أفغانستان يفتقرون إلى مياه شرب آمنة nayrouz مجلس التعاون الخليجي يدين الهجوم على أحد شواطئ مدينة سيدني الأسترالية nayrouz سلطنة عمان تدين الهجوم على أحد شواطئ مدينة سيدني الأسترالية nayrouz السعودية تدين الهجوم الإرهابي في مدينة سيدني الأسترالية nayrouz فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق في إربد والمفرق غدا nayrouz تكليف وزارة الأشغال بإجراءات طرح عطاءات إعداد دراسات مشاريع مدينة عمرة nayrouz اتحاد كرة القدم يعلن أسعار تذاكر مباريات المنتخب الوطني بكأس العالم nayrouz
وفيات الاردن ليوم الاحد الموافق 14-12-2025 nayrouz وفاة الشاب محمود عمر العمري إثر حادث مؤسف nayrouz وفيات الأردن ليوم السبت 13 كانون الأول 2025 nayrouz المركز الجغرافي الملكي الأردني ينعى فقيده الشاب محمد النجار وعائلته nayrouz وفاة الزميل الصحفي بسام الياسين nayrouz محمود محمد الحوري " ابو اشرف" في ذمة الله nayrouz عزاء عائلة النجار...إثر حادث أليم ناتج عن تسرّب غاز المدفأة. nayrouz وفيات الأردن ليوم الجمعة 12 كانون الأول 2025 nayrouz الخريشا تنعى وفاة شقيقة عطوفة الدكتور نواف العقيل العجارمة nayrouz الزبن ينعى وفاة شقيقة الدكتور نواف العجارمة nayrouz وفاة الطفل فيصل الدروبي… غصّة في القلوب nayrouz شقيقة الوزير الاسبق نوفان العجارمة وأمين عام التربية نواف في ذمة الله nayrouz وفاة الحاج عيد عبدالله الفلاح العبداللات nayrouz أحمد عاصم الحنيطي ينعي وفاة السيدة هالة الجيطان أرملة اللواء الراحل سليم الصابر nayrouz وفاة الشاب امجد سالم عايد الرحامنه إثر حادث سير مؤسف nayrouz الحاج فلاح الربابعة في ذمة الله nayrouz عبدالله مذهان الدهامشة "ابو حكم" في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن اليوم الخميس 11 كانون الأول 2025 nayrouz وفاة المهندس مصعب بدر السعايده إثر حادث سير مؤسف في جدة nayrouz وفاة الحاج محمد أحمد أبو جعفر السواركه nayrouz

عقيدة الحقيقتين

{clean_title}
نيروز الإخبارية :


يطرح كتاب "عقيدة الحقيقتين" الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون"، للباحث المغربي محمد كزّو السؤال المشروع حول "جدوى قراءة جاليليو جاليلي من جديد"، وتكون الإجابة في ثنايا الكتاب الذي يروم إلى استلهام التجربة الثّوريّة الغربيّة في عالَمنا العربيّ، وبالتالي يتجلى استحضار سياق حياة جاليليو الإنساني والفكري والعلمي كضربة موجعة أيقظت الذهن البشري عامّة. إلى جانب أن إعادة قراءة هذا المفكر والعالم الكبير تمكننا اليوم من فهم الجذور العِلميّة للحداثة الغربيّة، التي أفضت إلى حتميّة ما يسمّى "العَلمانيّة" بما هي فصل الدّين عن الدّولة، ممّا يعني أنّها لم تكن أبدًا اختيارًا، بل ضرورة مُلحَّة فرضت نفسها بقوّة المُتغيِّر العِلميّ الحداثيّ الغربي، وأيضاً اكتشاف أقنعة أخرى للعالِم الفيزيائيّ جاليليو جاليلي غير المتعارف عليها في شخصيّته تستحقّ الوقوف عندها.

وويقرأ كزّو هذه الشخصية ويحللها من خلال رسالة جاليليو إلى الأميرة الدّوقة كريستينا، حيث خاض فيها في الكتاب المقدّس وتأويلاته، وترتب على ذلك وجود خصوم شرسين له عملوا على إبطاء مساره الممتاز في العِلم والفيزياء، حجتهم في ذلك الالتزام بالنّصّ الدّينيّ وعدم الخروج على الطّرح الأرسطيّ الذي تتبنّاه الكنيسة؛ إلّا أنّ كياسة جاليليو وقوّة شخصيّته في الجدال والمشاكسة مكنتاه من الرد عليهم بالأسلوب نفسه، حيث تقمص دور اللّاهوتيّ المشبع بالأفكار الكنسيّة ولكن بمنظوره هو وطريقته، فكان أن ناقش عِلميًّا وإيمانيًّا إصحاحين مِن الكتاب المقدّس ليخلص إلى كون الحقيقة واحدة وليست متعارضة؛ فواجب الإيمان يقول إنّ الآيات تنزيل من عنده تعالى، وواجب العِلم يقول إنّ الطّبيعة يجب أن تساير الغيب لارتباطهما الشّديد، فالكتاب المقدّس حقيقة ومستجدّات الطّبيعة حقيقة، ولا يمكن للحقيقتين أن تتعارضا؛ فكانت منه هاته الرّسالة الخالدة إلى الأميرة، هدفها الأوّل والأخير شرح توافق النّصّ الدّينيّ مع الاكتشافات العِلميّة الحديثة، وبَيْن الأسطر التي كَتَبَ تراءت نواحٍ أخرى من شخصيّته القويّة المؤمنة مطلقًا بما اكتشفه وأعلنه.

يؤكد الكتاب عبر محاوره الأربعة وهي: "جاليليو جاليلي الأديب"، و"جاليليو جاليلي الجارح"، و"جاليليو جاليلي العالم"، و"جاليليو جاليلي اللاهوتي"، أن هذا العالم لم يكن مجرّد مكتشف اجترّ معرفة مَن سبقه، وأعاد صياغتها بشكل أو بآخر، بل كان ثورة فكريّة شاملة زعزعت الجمود الفكريّ كلّه في تلك العقول الممتلئة بالعقيدة الأرسطيّة البطليميّة، فبِصرف النّظر عن مشاهداته الخالدة والفريدة في الآن نفسه، فقد كان مُحاورًا مشاغبًا ومشاكسًا، طويل النّفَس لا يُغلب بالجدال بتاتًا، يهزم أعداءه واحدًا تلو الآخر دفاعًا عن نظريّة لم تكُن أبدًا من اكتشافاته؛ إذ كان حافزه العِلم والمعرفة، ليعطي الأجيال خلْفه درسًا في التّجرّد والموضوعيّة والبحث عن الحقيقة والشّجاعة في الدّفاع باستماتة عنها، ورغم نبوغه وعلمه ودفاعه عن أفكاره فإن جاليليو لم يتمكن من تجاوز عقول رجال الدّين المتحجّرة آنذاك، وسقط في شباك المؤامرة المُحكمة التي نصبتها ضدّه الكنيسة، باتّهامه رسميًّا بالكفر والهرطقة وهو شيخ عجوز في السّبعين من عمره. وبعد الحكم عليه بالسجن المؤبد خففت الكنيسة الحكم ليتقرر إرسالُه إلى مدينته فلورنسا في إقامة جبريّة مكث فيها حتّى وفاته بعدما عمل في مقامه الجديد هذا، على نشر كتابه "حوار بين عِلمَين جديدَين" عن التّماسك والسّرعة الثّابتة وحركة القذائف، وفي السّنة نفسها نشر بحثًا عن "خطوط الطّول والعرض"، ثمّ أصيب بالعمى سنة 1638م، وقضى السّنوات الأربع المتبقّية من حياته في عزف الموسيقى، وزيارة تلاميذه الأوفياء له.

لقد عاش جاليليو محنا كثيرة وعانى مصائب جمّة عندما واجه الكنيسة أغلب فترات حياته، وتنقّل بين المُدن للتّدريس والعِلم حيطة وحذرًا مِن المعارضين، وأيضًا اتُّهم بالهرطقة، وحُكم بالسّجن المؤبّد ومات أولاده الثّلاثة كلهم، ولم يتجاوزوا سنّ الأربعين بقليل، كل تلك الظروف كانت مُعيقاتٌ تكبح تقدّم المشروع العِلميّ الجاليليّ.

لقد كانت محاكمة جاليليو محاكمة عِلم ضدّ عِلم آخر؛ علم جاليليو ضد الفَلك والفيزياء الأرسطيّة البطليميّة التي تبنّتها الكنيسة ابتداء منذ القرن الثّاني عشر الميلاديّ، خاصّة مع القدّيس طوما الأكويني. ومثلت تلك الحرب أهمية كبيرة للكنيسة التي إن خسرتها فستفقد مَنْزِلَتَهَا الدّينيّة والعقائديّة، التي تجلّت في الوساطة بين النّاس والله الخالِق، لذا سخّرت جهودها كلّها في سبيل ربح هاته المعركة، وهو ما يظهر من خلال الإيقاع بـجاليليو ليكون عبرة لمن يعتبر مع كونِه عالِمًا فَلكيًّا فيزيائيًّا ولم يكن ضدّ الكِتاب المقدّس.

وعودة إلى السؤال الأساسي الذي قام عليه الكتاب وهو الجدوى من إعادة قراءة جاليليو؛ يرى الباحث أنه ما زالت شريحة كبيرة في عالَمنا العربيّ الإسلاميّ ترى الوجود بعيون حَرْفيّة النّصوص المقدّسة، مما يجعل جاليليو جاليلي أو التّجربة الجاليليّة، إن صحّ التّعبير، أفقًا أو مخرجًا يمكن الاعتماد عليه، أو على الأقلّ الاستئناس به، تجربةً من التّجارب النّاجحة -رغم قساوتها على المستوى الشّخصيّ- في التّعامل مع النّصّ الدّينيّ، إذ إنّ حَرْفيّة النّصوص تكون تشويهًا له أكثر، وتجفيفًا لدلالاته وإفقارًا واختزالًا لمعانيه الشّاسعة.

ويشير الباحث إلى ظهور اللّمّسات الأولى فيما حدث مع جاليليو في ارتباط الدّين بالسّياسة، بمعنى علاقة السُّلطة برجال الدّين، الأمر الذي جعل السُّلطة من أهمّ الموضوعات التي ستـتـناولها الحداثة، ولعلّ الذي جسّد الأمر بقوّة أحسن تجسيد في القرن السّابع عشر ميلاديّ أيضًا، هو باروخ إسبينوزا الفيلسوف الهولنديّ في كتابه الشّهير "اللّاهوت والسّياسة".

كما يشير كزو إلى مسألة الوساطة مع الله، وما تُمثِّـله من موضوع شائك، كما ظهر من خلال الرّسالة في المجتمع المسيحيّ، إذ كلّ شيء يمرّ عبر مؤسَّسة الكنيسة تّجاه الله، وأيضًا يصل صداه إلى داخل مجتمعاتنا الإسلاميّة؛ أي أنّ الوصول إلى الله يمرّ عبر سُلطة الفقهاء، وإن بدت أنّها ليست كيانًا مؤسّسيًّا. والنّتيجة لا يمكن، كذلك، أن تناجي ربّك مباشرة.

يذكر أن الكاتب محمد كزّو، حصل على شهادة البكالوريوس في الآداب، وإجازة في الدّراسات الإسلاميّة من جامعة القاضي عياض كلّية بني ملال، وهو أستاذ باحث في الفكر الإسلاميّ والفلسفة.