كما هو المعتاد يصر عميد آل البيت وقائد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني على أن يكون حاضراً روحاً وجسداً وعقلاً في كل مناسبات الوطن السعيدة والمؤلمة، ليثبت للقاصي والداني حجم التحام الهاشميين بأبناء شعبهم المخلصين، وفشل كل محاولات إثارة الفتن بين الأردنيين وقيادتهم، وهذا ما يمكن رؤيته في ملامح وجوه عائلة الشهيد العقيد عبدالرزاق الدلابيح عند استقبالهم جلالة الملك معزياً بفقيدهم وفقيد الوطن بأكمله.
زيارة جلالة الملك حملت جملة من الدلالات والرسائل المباشرة و الغير المباشرة، كان أبرزها التأكيد على أن المساس والاعتداء على أبناء الأجهزة الأمنية بأي طريقة كانت، هو أعتداء على الوطن بأكمله، وجلالة الملك بشخصه، وأن هؤلاء الرجال هم خط الدفاع الأول عن هذه البلاد التي كانت وما زالت عصية على كل المارقين والمخربين.
استشهاد العقيد الدلابيح ليست فاجعة لأسرته وعشيرته العريقة فقط، بل هي قضية وطن بأكمله، وبرسالة أخرى أراد جلالة الملك إيصالها أثناء تقديم واجب العزاء، فمن استهدف رجال الأمن عن سابق إصرار وترصد، كان على إدراك كامل بأن هذا الأمر سيخلق حالة فوضى في محافظات المملكة من شمالها إلى جنوبها.
وأرتداء جلالته للزي العسكري، رسالة مباشرة وجهها لأصحاب الفتن، وتفيد بأن قضية كل من يتجرأ على استهداف رجل أمن يعني انه خصم مباشر لجلالة الملك حتى القصاص مع هؤلاء الخارجين عن القانون، وهذا ما ظهر عندما أكد جلالة الملك على ضرورة ضبط قاتل الشهيد الدلابيح بأسرع وقت.
الزي العسكري حمل رسالة أخرى، بأن الأردن هو دولة مؤسسات، لا يمكن أن يفلت المجرمون من بين سطوة القانون الذي هو فوق الجميع، والأردنيين أمامه سواء.
كل الرسائل التي حملها معه جلالة الملك إلى بيت عزاء العقيد الدكتور عبدالرزاق الدلابيح، أعادت التأكيد على أن هذه القيادة الهاشمية الحكيمة ستبقى على الدوام صمام أمن وأمان لوطن يعشق شعبه الورد لكن يعشقون الأرض أكثر.
حمى الله الأردن وقيادته الهاشمية وشعبه العظيم تحت ظل راية صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمين راجياً من الله العلي القدير أن يسبغ على بلادنا الأمن والأمان، إنه على كل شيء قدير وبالاجابة جدير.