بعث الله القرآن الكريم لجميع البشر ليتدبروا في آياته و يتمعنوا في اسراره العظيمة و يوحدوا الله و يعبدوه عبادة خالصة له من دون غيره فالقرآن هو دستور المسلمين الذي يمشون على صراطه السوي و يتبعون ما أمرهم الله به فيه ليدخلوا جنة الخلد التي وعد بها المتقين و هنا في هذا المقال سنتحدث عن فضل قراءة سورة الفاتحة .
من سور القرآن النيرة سورة الفاتحة و هي سورة مكية ترتيبها الأول في المصحف الشريف تتكون من سبع آيات مع البسملة و نزلت بعد سورة المدثر و تكنى بأسماء كثيرة منها أم الكتاب و سورة الكنز و تسمى بفاتحة الكتاب رغم أنها لم تكن أول سورة تنزل من القرآن كما تعد من المثاني و يفرض على كل مسلم قرائتها في كل ركعة من ركعات صلاته، و في السطور القادمة سنستعرض لكم فضل قراءة سورة الفاتحة يومياً.
فضل قراءة سورة الفاتحة يوميا
سوف تتعجب عندما تدرج فضل قراءة سورة الفاتحة يومياً حيث لا تصح الصلاة إلا بقرائتها في جميع الركعات و بهذا تعد ركنا من أركان الصلاة.
قيل إن آياتها تجمع جميع معاني آيات القرآن الكريم و قيل إنها من افضل سور القرآن ففي الحديث ذكر إبن عباس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( بينما جبريل قاعد سمع نقيضا من فوقه ، فرفع رأسه فقال :هذا باب من السماء فتح اليوم ، فنزل منه ملك فقال :هذا ملك نزل إلى الارض ، لم ينزل قط إلا اليوم ، فسلم و قال : أبشر بنورين أوتيتهما ، لم يؤتها نبي قبلك ، فاتحة الكتاب ، و خواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته ، و قال أيضا * ما انزلت سورة في التوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلهما وانهما من السبع المثاني و القران الكريم الذي اعطيته * .
جاء في سورة الفاتحة حديث عن العقيدة و العبادة و الإيمان بالله و صفات الله جل و على فهذا يجعل فضلها كبيرا و في تلاوتها أجر عظيم فكل كلمة بها لها معاني عميقة و أسرار نورانية.
تشفي البدن من كل داء و سقم وعلة فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : * أن أناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقربوها ، فبينما هم كذلك ، إذ لدغ سيد أولئك ، فقالوا هل معكم من دواء أو راق ؟فقالوا :إنكم لا تقرونا ،ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا ، فجعلوا لهم قطيعا من الشاء ، فجعل يقرأ بأم القرآن ،و يجمع بزاقه و يتفل ، فبرا فأتوا بالشاء ، فقالوا : لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم ،فسألوه فضحك و قال : و ما ادراك أنها رقية ، خذوها و أضربوا لي بسهم* .
تقرأ لقضاء الحوائج ، قال عطاء :إذا أردت حاجة فاقرأ بفاتحة الكتاب حتى تختمها ، تقضى إن شاء الله .
تحدث فيها مناجاة العبد مع ربه ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قال الله تعالى : ” قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين ، و لعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : (الحمد لله رب العالمين ) ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال ( الرحمن الرحيم ) ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، و إذا قال ( مالك يوم الدين )، قال :مجدني عبدي ، و قال مرة فوض إلي عبدي ، فإذا قال ( إياك نعبد و إياك نستعين ) قال : هذا بيني و بين عبدي ،و لعبدي ما سأل ، فإذا قال : ( إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الله تعالى : هذا لعبدي و لعبدي ما سأل *
تجلب الرزق و تفتح أبواب البركة و تبعد الفقر و ضيق ذات اليد و تأكد على رحمة الله الواسعة و رأفته بعباده الضعفاء.
تطهر القلب من الآثام و تصفي الروح و تدفع الأحزان و المصائب.