في مثل هذه الأجواء الباردة والمتوقع زيادة برودتها الأيام القادمة هذه فرصة للشعور والتأمل عما كان يعانيه أجدادنا وأمهاتنا اللواتي غادرن إلى رحمة الله من ظروف صعبة وقاهرة ، فقد كانت هذه المدفأة التي تظهر بالصورة بمثابة مكيف في ذلك الوقت ، أما اليوم الناس في نعمة كبيرة بتواجد المكيف وصوبة الكهرباء والقيزر والجلاية والغسالة الحديثة وتجد الناس تتذمر لأن البيت لا يوجد فيه مدفأة مركزية، وزوجها موظف لا يقوى على شراء الفوجكا وتجده يغامر ويستدين من البنك حتى يأتي لها بصوبة بواري ومع ذلك نجد التذمر ...هذه فرصة مرة أخرى للعودة للماضي واستذكار تلك الظروف القاهرة، فأنا عندما كنت أدرس في الجامعة كنت أعيش ظروف صعبة حتى أنني كنت أقوم بإشعال البابور لكي أتدفأ عليه وكنت وقتها أشعر بالسعادة الغامرة، كذلك والدتي قبل أن تتنتقل إلى رحمة الله وفي فترة من الزمن كانت تغسل الملابس على يديها، وكانت تتدفأ على بابور ، أما الناس اليوم حدث ولا حرج ، تكاد تجد في البيت أكثر من مدفأة ، وتجد الأسرة لا يجتمعون في غرفة واحدة لكي يشعروا بالدفء لا يفعلون ذلك بسبب البرستيج ، زمن أوَّل حوَّل !