يحمل التوت البري العديد من الفوائد الصحيّة، والّتي تختلف بحسب درجة فعاليّتها، ونذكرها فيما يأتي:
احتمالية فعاليته Possibly Effective
تقليل خطر الإصابة بالعدوى في الجهاز البوليّ: (بالإنجليزيّة: Urinary Tract Infections)؛ حيثُ أشارت بعض الأبحاث إلى أنّ استهلاك نوع مُعيّن من أقراص أو كبسولات التوت البرّي قد يُساهم في تقليل خطر الإصابة بعدوى الجهاز البولي لدى من أُصيبوا به سابقاً، فقد أشارت دراسة أُجريت على النساء اللاتي يرتفع خطر إصابتهنّ بعدوى الجهاز البولي ونشرتها مجلّة Journal of the American Geriatrics Society عام 2014 إلى أنّ استهلاك كبسولات التوت البرّي مرّتين يوميّاً مدّة 12 شهراً قد يُساهم في تقليل خطر الإصابة بعدوى الجهاز البولي لديهنّ، بينما لم يكن هناك فرق بين من لا يعانين من ارتفاع هذا الخطر لديهن.
كما أشارت دراسةٌ أُخرى أُجريت على 150 امرأة مُصابة بعدوى الجهاز البولي التي سبّبتها البكتيريا الإشريكية القولونية (بالإنجليزيّة: Escherichia coli) ونُشرَت في مجلّة BMJ عام 2001 إلى أنّ الاستهلاك المُنتظم لعصير التوت البرّي قد يُساهم في تقليل خطر تكرار الإصابة بعدوى الجهاز البولي ولكن من جانب آخر تجدر الإِشارة إلى أنّ الأشخاص المُصابين بمشاكلٍ صحيّةٍ من شأنها أن تزيد فرصة الإصابة بعدوى الجهاز البولي؛ كالخاضعين للعمليّات الجراحيّة، أو العلاج الإشعاعي لمناطق قريبة للمثانة أو الجهاز البوليّ لا يقلّ خطر إصابتهم بهذه العدوى في حال استهلاكهم للتوت البريّ.
هل التوت البري مفيد لحالات حصى الكلى
بشكلٍ عام يجب على الأشخاص الذين يعانون من حصى الكلى أو يشكّون بإصابتهم بها استشارة الطبيب لتقييم حالتهم، وأخذ العلاج المناسب المناسب لها، فالأغذية لا تغني أبداً عن استشارة الطبيب في الحالات المرضيّة، وقد تضاربت نتائج الدراسات واختلفت بشكلٍ كبيرٍ حول تأثير التوت البري في حصى الكلى، وقد كانت الدراسات التي أُجريت لبحث تأثيره أوليّةً وغير مؤكدة، وبيّن بعضها أنّه قد يقلل خطر الإصابة بها، في حين وجد البعض الآخر أنّه قد يزيد خطر هذه الإصابة، ففي دراسةٍ أوليّةٍ واحدةٍ صغيرةٍ وغير مؤكدة أُجريت على الرجال ممّن لم يُصابوا من قبل بحصى الكلى ونشرتها مجلّة BJU International عام 2003 تبيّن فيها أنّ استهلاكهم لعصير التوت البرّي قد يقلل تكوّن الحصى (بالإنجليزيّة: Anti Lithogenic). في حين أشارت بعض الأدلّة الأولية الأخرى إلى أنّ استهلاك عصير التوت البرّي، أو مُستخلصه قد يُساهم في زيادة خطر الإصابة بحصى الكلى.
ويجدر التنبيه إلى أنّه يُنصح للّذين سبق وأُصيبوا بحصى الكلى بتجنُّب تناوُل كمّياتٍ كبيرةٍ من عصير التوت البرّي، وذلك لمحتواه العالي من أملاح الأكسالات الّتي قد تزيد من خطر الإصابة بحصى الكلى، خاصّةً لدى الأشخاص المُعرّضين للإصابة بها، وكما ذُكر سابقاً، فإنّ المهمّ جداً استشارة الطبيب دائماً في هذه الحالات، وعدم الاعتماد على هذه الأدلة غير المؤكدة.
أضرار التوت البري للكلى
درجة أمان التوت البري
يُعدّ استهلاك عصير التوت البرّي ومُستخلصه غالباً آمناً، إلّا أنّ استهلاك عصيره بشكلٍ كبير قد يُسبب ظهور أعراضٍ جانبيّة لدى البعض؛ كاضطراب خفيف في المعدة، والإسهال، وفي الحقيقة لا تتوفّر معلومات كافية حول درجة أمان استهلاكه كمادّةٍ دوائيّةٍ للحاملِ والمُرضع، لذلك يُفضّل تجنُّبه، ويُعدّ غالباً آمناً للأطفال عند استهلاكه بالكميات المتوفرة في الطعام، أو شراب.
محاذير استخدام التوت البري
يُمكن للتوت البرّي أن يؤثّر في العديد من الحالات الصحيّة، ولذلك يجب الحذر عند استهلاكه في حال المعاناة منها، ونذكر منها ما يأتي:
تشكل حصى الكلى لدى الأشخاص الذين سبق وأصيبوا بها: قد يُساهم استهلاك أكثر من لتر واحد يومياً من عصير التوت البرّي في زيادة خطر الإصابة بحصى الكلى، لذلك يُعدّ من الأفضل تجنُّب استهلاك مُنتجات مُستخلص التوت البرّي، أو عصيره بكثرة في حال الإصابة مُسبقاً بحصى الكلى.
محاذير أخرى: قد يؤثّر عصير التوت البرّي في كميّة امتصاص فيتامين ب12 داخل الجسم وذلك لدى المُصابين بالتهاب المعدة الضموري (بالإنجليزية: Atrophic Gastritis)، أو المُصابين بفقد حمض المعدة، كما يُنصح المُصابون بالحساسيّة تجاه الأسبرين بتجنُّب استهلاك كمّيّاتٍ كبيرة من عصير التوت البرّي، فهو يحتوي على نسبةٍ عالية من حمض الساليسيليك (بالإنجليزيّة: Salicylic acid) المُشابه لتأثير الأسبرين، وقد يتداخل عصير التوت البرّي مع الأدوية المُضادّة للتخثُّر (بالإنجليزيّة: Blood-Thinning Medication) كالوارفرين، ممّا يُسبّب النزيف، لذلك يُنصح الأشخاص الّذين يتناولون هذه الادوية بتجنُّب استهلاك منتجاته.
لمحة عامة حول التوت البري
يتبع التوت البرّي (بالإنجليزية: Cranberries) إلى جنس العنبيّة (الاسم العلمي: Vaccinium)، وينتمي إلى الفصيلة نفسها التي يتبع لها التوت الأزرق، وعنب الدب، وعنب الثور (بالإنجليزيّة: Lingonberries) وهي الفصيلة الخلنجية (بالإنجليزية: Heather)، وتنتشر أكثر أنواع التوت البرّي نمواً في شمال أمريكا، أمّا الأنواع الأُخرى من التوت فتنمو بشكلٍ طبيعي في مناطقٍ مُختلفة، ونظراً إلى شدّة حموضة التوت البرّي فهو نادراً ما يؤكل نيئاً، لذا فإنه يُستهلك إمّا على شكل عصير طازج مُحلى ويُخلط مع أنواعٍ أُخرى من العصائر، أو في إعداد الصلصة، ويمتلك التوت البرّي العديد من الفوائد الصحيّة، فهو مصدرٌ جيّد للعديد من الفيتامينات، ومُضادّات الأكسدة؛ كفيتامين ج المُضادّ للأكسدة، بالإضافة إلى فيتامينات ب، وغيرها من العناصر الغذائيّة الأُخرى.