تعتبر الأسرة أساساً لكل مجتمع، وهي أولى خطوات انتقال الفرد من ذاتيته المفردة إلى أن يكون جزءاً من الكل بكونه عنصراً مؤثراً في الأسرة وهي أيضاً تؤثر فيه، كنموذج مصغر للمجتمع ولطبيعة العلاقة والتأثير الذي يمارسه المجتمع تجاه أفراده.
يوصف الإنسان بأنه كائن اجتماعي أي أنه مهيّأ لأن يتفاعل مع المجتمع، فالفرد ينشأ ضمن مجتمعه، وينمو إدراكه بذاته وبمجتمعه معاً، في حين أنّ المجتمع يؤثر كعامل مؤثر في حياة الفرد، حيث لا يمثل أي سلطةٍ ضاغطةٍ على سلوكيات الفرد، أو قناعاته، إنّما هي علاقة تكاملية مرنة قابلة للتصحيح والتقدّم.
أدوات التأثير على المجتمعات والأفراد
تُعد وسائل الإعلام من أهم أدوات التأثير على فكر المجتمعات وقناعاتهم، لا سيما وسائل الإعلام الجديدة بما فيها شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة وأن تزايد استخدام تلك الوسائل والتعرّض لمحتواها، حيث يزيد من إمكانية تأثيرها، الذي لا يقتصر على بعض الآراء ووجهات النظر، بل إنّه يغيّر القناعات والسلوكيات والأفكار بالتدريج والتكرار، وعلى كل شرائح المجتمع.
إنّ أدوات التأثير لا تنحصر قابليتها بالتأثير في وسائل الإعلام، فهناك وعي الإنسان وإدراكه، بالإضافة لاختياراته فيما يشاهده ويتابعه في وسائل الإعلام، وكل تلك العوامل تتشارك لتحقيق التأثير بمستويات مختلفة، والتي من شأنها تغيير الأنماط الحياتية ونظرتنا لتعريف دور المجتمع ووسائل الإعلام فيه.
تعريف مفهوم المجتمع
يمكن وصف مفهوم المجتمع بأنّه هو الكيان الإنساني الذي يضم عدداً من الناس، ضمن قواعد وأعراف ومعتقدات وضوابط متفق عليها فيما بينهم، يتعايشون ويتشاركون قراراتهم ومصيرهم، كما أنّ مصطلح المجتمع يمكن استخدامه لمن يعيشون ضمن دولة واحدة، فيسمى المجتمع حينها بنسبتهم لتلك الدولة، أو أنّ تتسع رقعة المجتمع ليشمل أكثر من دولة، فيقال المجتمع الأردني مثلاً، والمجتمع العربي والمجتمع الغربي.
طبيعة علاقة المجتمعات والأفراد
يكفي أن نقول إنّ المجتمع ينعدم وجوده دون الأفراد؛ لوصف مدى حجم العلاقة التي تربط المجتمع بالأفراد، وهذا ينسجم مع طبيعة الإنسان وقابليته للتفاعل والتعايش ضمن مجموعات، لذا فإنّ وجود المجتمع قد يصل لكونه ضرورة لاستقرار حياة الإنسان وتوازن مكوناتها، فالعلاقة بينهما علاقة تكاملية متبادلة، تقوى بتفعيلها والاهتمام بتنمية العوامل التي تزيد من فاعلية الفرد والمجتمع معاً.