تُعتبر العلاقات خارج نطاق الزواج من أحد أهمّ الأسباب الواضحة والرئيسية وراء الطلاق، فالخيانة الزوجية تُحدث تغييرات جذرية في الزواج، حيث تهدم الثقة، وتُؤدّي إلى انهيار التواصل بين الزوجين، وفي حال استمرّ الزواج فسيتغيّر بشكل أساسي إلى الأبد، أو تحمّل قدر كبير من الذنب لسنوات، ويعود سبب الخيانة الزوجية لأسباب مُختلفة، لكن عادةً يتعلق الأمر بالغضب أو الاستياء من سلوك يفعله الطرف الآخر.
الاختلاف حول الأمور المادية
تُعدّ الخلافات الناتجة عن الأمور المادية من أكبر أسباب الطلاق بعد الخيانة التي تُعدّ السبب الأول، إذ إنّه من الضروري وجود اتفاق بين الزوجين حول كيفية التعامل مع الأمور المالية، وإلّا فقد يُؤدّي ذلك إلى مشكلات كبيرة بينهم، وتنجم الخلافات في الغالب من عادات الإنفاق المُختلفة، أو الأهداف المالية لأحد الزوجين، أو في حال كان أحد الزوجين يكسب أموالًا أكثر من الآخر، ممّا يُسبّب صراعاً بين الزوجين، ويدفع بالزواج إلى الانهيار، حيث تُشير إحصاءات الطلاق إلى أنّ عدم التوافق في الأمور المادية بين الزوجين يُسبّب ما يُقارب 41% من حالات الطلاق.
الإساءة والعنف
يُعتبر وجود الإساءة والعنف في الزواج أو في الأسرة دليلاً على نهاية الزواج، إذ يكون عادةً إنهاء الزواج في هذه الحالة الحلّ الأمثل لجميع الأطراف، وفي بعض الحالات يستطيع بعض الأزواج إنهاء الإساءة والتغلب عليها وتجاوز الأمر، ولكن في الغالب يكون الأزواج والأطفال المُعتدى عليهم أفضل حالًا عند انتهاء الزواج، وفي بعض الأحيان يُفضل اللجوء إلى الهيئات التي تحمي من العنف الأسري في المجتمع للمساعدة على إنهاء العلاقة بأمان.
تتعدّد أشكال الإساءة من الأذى الجسدي إلى الإساءة العاطفية مثل إشعار الطرف الآخر بالعجز، ويُعدّ الانفصال عن الشريك المُسيء بطريقة آمنة ومدعومة أفضل طريقةٍ لاستعادة الأمن والسلام للمُعتدى عليه، ويُذكر أنّ الإساءة تختلف عن الأسباب الأخرى للطلاق من حيث كونها ليست مشكلةً في العلاقة الزوجية إنّما مشكلةً في الشريك نفسه، وفي دراسة أُجريت في قسم علم النفس في جامعة دينفر الأمريكية عن أسباب الطلاق، وجد الباحثون أنّ 25% ممّن أُجريت عليهم الدراسة يرجع سبب طلاقهم إلى تعرّضهم للعنف المنزلي.
عدم التوافق والتكافؤ
يُعدّ وجود التوافق بين الزوجين أمراً أساسياً قبل اتخاذ قرار الزواج، إذ إنّ السمات الشخصية تتغيّر للأفراد بمرور الوقت، فمن المُمكن أن تتغير شخصية الزوج أو الزوجة عبر السنوات، إذ تُصاحب كلّ مرحلة من الزواج بعض التغييرات، ولكنّ وجود الحب والمودة بين الزوجين يُساهم في إنجاح الزواج حتّى لو تواجدت بعض الاختلافات.
تتعدّد المشكلات الشخصية بين الزوجين ممّا قد يُؤثّر سلباً على التواصل بينهما، ولكنّ جميع هذه القضايا يُمكن معالجتها من خلال الاستشارات الزوجية القائمة على تعلّم العديد من المهارات، حيث يُمكن تعلّم وتحسين مهارات التواصل الاجتماعي، وكيفية التعامل مع الاختلافات من أجل تحسين العلاقة بين الزوجين.
السلوكات والتصرفات غير العقلانية
يجب أن يتضمّن طلب الطلاق أمثلةً على أنّ سلوك المُدّعى عليه غير معقولة بحيث لا يُمكن العيش معه، ومن المُمكن أن تشمل هذه الادعاءات أمثلةً من سلوكيات متوسطة إلى خطيرة، وعادةً لا تُؤثّر ادعاءات السلوك بشكل مباشر على حلّ المسائل المالية أو المُتعلّقة بالأطفال، لذلك يُفضّل إبقاء الأمور ودّية قدر الإمكان.
الخلافات حول إنجاب الأطفال
أصبحت النزاعات حول إنجاب الأطفال سبباً رئيسياً للطلاق، حيث إنّ وجود تصوّرات واضحة عن المستقبل والاتفاق بشأن إنجاب الأطفال من الأمور الأساسية الواجب مُراعتها قبل اتخاذ قرار الزواج، وإلّا فقد يُؤدّي ذلك إلى العديد من الخلافات بين الطرفين، إذ إنّ إنجاب الأطفال لم يعد أمراً تلقائياً في الزواج كما في الماضي، وإنّما أصبح قراراً يُتخذ عن طريق الاتفاق بين الزوجين.