أكدت بريطانيا الثلاثاء، أن قرارها بتزويد أوكرانيا بالدبابات لدعم جهود كييف الحربية ضد روسيا هو "واجب أخلاقي"، في حين أعلنت الولايات المتحدة أن المزيد من المساعدات العسكرية في طريقها إلى هناك.
واعتبر وزير الخارجية جيمس كليفرلي خلال زيارة إلى واشنطن، أن بريطانيا بكونها أول دولة توافق على طلب كييف تزويدها دبابات غربية إنما تبعث برسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، "ما على بوتين أن يفهمه هو أنه سيكون لدينا الثبات الاستراتيجي للبقاء إلى جانبهم حتى تنفيذ المهمة. وأفضل ما بإمكانه أن يفعله لحفظ حياة جنوده هو الإدراك بأننا سندعم الأوكرانيين حتى تحقيق النصر".
وحذر "كل هذا يكلف الكثير من الأرواح وأكثر بكثير من حيث المال إذا سمحنا لهذه الحرب بأن تكون حرب استنزاف طويلة".
وتابع "هناك أكياس جثث عائدة من الجبهة لروس وكذلك لأوكرانيين. لذا فإن الواجب الأخلاقي هو وضع نهاية لهذا".
وكان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قد أعلن السبت، أن حكومته ستسلّم "خلال الأسابيع المقبلة" 14 دبابة من طراز "تشالنجر 2" لأوكرانيا.
من جهته، رحّب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بعد لقائه كليفرلي، بقرار بريطانيا إرسال دبابات.
ولم يتطرق بلينكن إلى إمكان تقديم بلاده مساعدة عسكرية من هذا النوع أيضا، لكنه أشار إلى أن وزير الدفاع لويد أوستن سيلتقي في وقت لاحق هذا الأسبوع مع دول حليفة للتباحث بشأن أوكرانيا.
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني، "أتوقع أن تسمعوا المزيد من الإعلانات في الأيام المقبلة".
وأضاف: "لقد قدمنا باستمرار ما تحتاجه أوكرانيا من مساعدات، ونحن نفعل ذلك بطريقة لضمان بأنها تستجيب لما يحدث في ساحة المعركة".
وزوّدت دول أوروبية، كييف في السابق، بدبابات سوفيتية مطورة، فيما تعهدت الولايات المتحدة وفرنسا بتقديم دبابات خفيفة، مع إرسال واشنطن مدرّعات من طراز برادلي.
وواجهت ألمانيا دعوات من دول أوروبية لبذل المزيد في هذا الإطار، حيث يُنتظر أن يقرر المستشار أولاف شولتس ما إذا كان سيوافق على تزويد أوكرانيا بدبابات من طراز ليوبارد.
وردا على سؤال بشأن دبابات ليوبارد، قال بلينكن إن الشحنات العسكرية تخضع لـ "قرارات سيادية تتخذها كل دولة"، لكنه وصف جهود ألمانيا بأنها "استثنائية للغاية".
وأشاد بلينكن ببرلين لانضمامها مؤخرا إلى الولايات المتحدة في منح أوكرانيا نظام دفاع صاروخي باتريوت.
وبرّر كليفرلي قرار بلاده إرسال دبابات إلى أوكرانيا لمساعدتها على "صد" الروس في شرق البلاد وجنوبها، وهي المناطق التي حاولت روسيا الاستيلاء عليها منذ بدء هجومها قبل قرابة 11 شهرا.
وقال كليفرلي "إذا كان بوتين يعتقد أن العالم سوف يسلّم بتعب أوكرانيا ويفقد الإرادة لمقاومة طموحاته، فإن هذا سيكون سوء تقدير هائل آخر من جانبه".
وكان الرئيس جو بايدن حازما ضد إرسال صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا خشية أن تؤدي ضربة في العمق الروسي إلى صراع مباشر بين واشنطن وموسكو.