عندما كنتم في مرحلة الشباب، فإنّ ارتداء سُترة خفيفة في الشتاء كان يكفيكم للشعور بالدفء والراحة. أمّا الآن، فإنكم ترفعون درجة حرارة المنزل وترتدون طبقات إضافية من الملابس لمكافحة البرد. فماذا يحصل تحديداً؟
في الواقع، غالباً ما تكون الحساسية المتزايدة للبرد مجرّد جزء طبيعي من عملية الشيخوخة. لكنها أحياناً قد تُشير إلى مشكلة صحّية أكثر جدّية.
شرحت اختصاصية طب الشيخوخة والرعاية الملطّفة الطبيبة، ألاين مركلند، من إنكلترا، أسباب الشعور بمزيدٍ من البرد مع التقدّم في العمر:
- إنخفاض الدورة الدموية
تُصبح الأوعية الدموية أقل مرونة مع التقدّم في العمر، وتعجز عن العمل بشكلٍ مثالي، ولا تتمكّن من ضخّ الدم كالمُعتاد. نتيجة ذلك، يجد الجسم صعوبة في الاحتفاظ بالحرارة. يمكن لبرودة اليدين والقدمين تحديداً أن تُشير إلى أنّ اضطراب الدورة الدموية هو المسؤول.
- ترقُّق الجلد
يمكن للتغيّرات الجلدية التي تحدث في الكِبَر التأثير في السيطرة على حرارة الجسم. مع التقدّم في العمر، تصبح الطبقة تحت الجلد، التي تحتوي على الدهون، رقيقة. يؤدي ذلك إلى فقدان العزل والحشو، ما يجعل الحفاظ على حرارة الجسم أكثر صعوبة. بمعنى آخر، تُعتبر الدهون بمثابة بطانية واقية تحافظ على الدفء. ولكن عندما تصبح أرقّ، يميل الإنسان إلى الشعور بالبرد أكثر.
- تدنّي معدل الأيض
من المعلوم أنّ معدل الأيض، أي عدد الكالوريهات التي يحرقها الجسم أثناء الراحة، ينخفض بعد بلوغ 50 عاماً بنسبة 30 في المئة. وفي حين أنّ ذلك مرتبط عادةً بزيادة الوزن، إلّا أنّه يستطيع أيضاً التأثير في قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته. يرجع السبب إلى أنّ الأيض مسؤول عن اجراءات كيماوية عديدة تحافظ على أداء الجسم، بما فيها تحويل الطعام إلى طاقة لدعم أمور مثل التنفس، والدورة الدموية، والهضم. ولكن مع انخفاض معدل الأيض، تتأثر هذه العمليات وبالتالي تزداد الحساسية للبرد.
- مُعاناة مشكلة طبية
هناك مشكلات صحّية عديدة شائعة عند كبار السنّ، قد تكون سبب الحاجة لارتداء ملابس إضافية. على سبيل المثال، يمكن لبعض الاضطرابات مثل أمراض القلب، ومشكلات الكِلى، والأنيميا أن يعوق تدفق الدم ويقلّل من درجة حرارة الجسم. كذلك يمكن لقصور الغدّة الدرقية التأثير في معدل الأيض والقدرة على تنظيم حرارة الجسم. ناهيك عن أنّ مشكلات صحّية أخرى كالسكّري قد تُتلف الأعصاب وتؤدي إلى اعتلالها، وبالتالي الشعور بالبرد، والتنميل، أو الوخز في اليدين والقدمين.
- وجود آثار جانبية للدواء
مع التقدّم في العمر، يزداد احتمال التعرّض لمشكلات صحّية معيّنة تستدعي تناول أدوية. غير أنّ هذه الأخيرة يمكن أن تحفّز مشاعر البرد. في الحقيقة، إنّ حاصرات بيتا وحاصرات قنوات الكالسيوم، المُستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، هي من الأسباب الشائعة لبرودة الأطراف، بسبب قدرتها على خفض تدفق الدم إلى اليدين والقدمين.
- نصائح تتصدّى للبرد!
في حين أنّه لا يمكن التحكّم في قدرة الجسم على الحفاظ على حرارته، إلّا أنّه يمكن الاستعانة بهذه الاستراتيجيات الفعّالة التي عرضها «National Institute on Aging»:
- ضبط حرارة جهاز التسخين من 68 إلى 70 درجة فهرنهايت على الأقل.
- وضع عازل للنوافذ يكون مقاوماً للعوامل الجوّية للتأكّد من عدم خسارة الدفء في المنزل.
- ارتداء ملابس دافئة خلال الأيام الباردة حتى في حال عدم الخروج.
- استخدام أغطية إضافية عند الخلود إلى الفراش.
- الحفاظ على وزنٍ صحّي للتأكّد من وجود دهون كافية لعزل الجسم والحفاظ على دفئه.
- خفض كمية الكحول بما أنّها قد تؤدي إلى فقدان حرارة الجسم.