الأردن بلد غني بالتاريخ والثقافة، وينعكس ذلك في إبداع شعبه. من الحرف اليدوية التقليدية إلى الفن والتصميم الحديث، يتمتع الأردن بمشهد إبداعي نابض بالحياة يتم الاحتفال به محليًا ودوليًا.
من أشهر أشكال الإبداع التقليدي في الأردن إنتاج المنسوجات والحرف اليدوية المتنوعة، مثل الكوفية والخيام البدوية والنحت والرسم بكافة أشكاله وأدواته. تُصنع هذه المنسوجات والحرف باستخدام تقنيات متوارثة عبر الأجيال تم تطويرها للاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، وتشتهر بأنماطها المعقدة وجودتها العالية. ويواصل العديد من الحرفيين في الأردن إنتاج هذه المنسوجات والحرف باستخدام الأساليب التقليدية، وهي مطلوبة بشدة من قبل السياح وهواة الجمع على حد سواء.
بالإضافة إلى الحرف التقليدية، يعد الأردن أيضًا موطنًا لمشهد فني معاصر مزدهر. هناك العديد من صالات العرض والمعارض في جميع أنحاء البلاد والتي تعرض أعمال الفنانين المحليين والدوليين.
إلا أنه في الأونة الأخيرة برز مشهد فني معاصر متنامٍ في الأردن وهو الاستفادة من شبكة الانترنت العالمية لعرض مختلف صور الابداع الاردني، حيث يستكشف العديد من الفنانين الشباب والشابات وسائل وأساليب جديدة. منصة الحرف الرقمية «كرافتس» احدى أهم أشكال الابداع الحضاري والتراثي في الاردن، والتي تعرض مواهب الفنانين الراسخين والناشئين بمختلف أنواع الحرف اليديوية التقليدية. وهي أول منصة تسويق عالمية للحرفيين والفنانين والمواهب لمنتجات يدوية مميزة وعالية الجودة من الأفراد والمؤسسات في الأردن.
ويمكن أن يكون للإبداع تأثير إيجابي على الاقتصاد الأردني من خلال دفع الابتكار وريادة الأعمال. ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى تطوير منتجات وخدمات جديدة، وزيادة الكفاءة في الصناعات القائمة، وخلق وظائف جديدة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لثقافة الإبداع أن تجتذب الاستثمار الأجنبي والسياحة، مما يعزز الاقتصاد بشكل أكبر. ومع ذلك، فإن تأثير الإبداع على الاقتصاد يعتمد أيضًا على سياسات الحكومة والبنية التحتية والاستثمار في التعليم والتدريب.
وهناك عدة طرق يمكن للأردن من خلالها تشجيع الإبداع، نذكر منها: أولاً، الاستثمار في التعليم، بحيث يتم تشجيع الإبداع والابتكار من خلال الاستثمار في برامج التعليم والتدريب التي تنمي المهارات والمعرفة اللازمة لدفع الابتكار. ثانياً، تعزيز ريادة الأعمال: خلق بيئة تعزز ريادة الأعمال من خلال توفير الموارد والدعم للشركات الناشئة والشركات الصغيرة. ثالثاً، دعم الفنون، وذلك من خلال الاستثمار في قطاع الفنون والثقافة، بتقديم تمويل للفنانين والموسيقيين وفناني الأداء، لأن من شأن ذلك أن يساعد في إنشاء مجتمع إبداعي نابض بالحياة وجذب السياح. رابعاً، تشجيع التعاون بين مختلف القطاعات، مثل قطاعات الأعمال والتعليم والحكومة، لدفع الابتكار وخلق فرص جديدة. خامساً، تعزيز ثقافة الابتكار، بحيث يتم خلق ثقافة تقدر وتكافئ الإبداع والابتكار والمجازفة. سادساً، تعزيز البحث والتطوير من خلال توفير التمويل والحوافز الضريبية للشركات العاملة في أنشطة البحث والتطوير. سابعاً، تشجيع الاستثمار الأجنبي في الدولة من خلال خلق بيئة مواتية للأعمال التجارية وتعزيز نقاط القوة والفرص في البلاد. ثامناً، إنشاء حاضنات ومسرعات لدعم الشركات الناشئة والشركات الصغيرة، وتزويدها بالموارد مثل التمويل والإرشاد والمساحات المكتبية.
بشكل عام، يعتبر الإبداع في الأردن انعكاسًا لتاريخ البلد وثقافته الغنية. فمن الحرف التقليدية إلى الفن والتصميم المعاصر، الى منصات الابداع الرقمية، أصبح عمل الفنانيين والحرفيين والمصممين في الأردن يحضى باحترام كبير ويتم الاحتفال به محليًا ودوليًا.