جاء استشهاد الشاب الفلسطيني عارف عبد الناصر عارف لحلوح صباح يوم الأربعاء بالقرب من مدينة قلقيلية ليثير كثيرا من الجدال والأطروحات بشأن انتشار ظاهرة الذئاب المنفردة في فلسطين، وهي الظاهرة التي تتعمق خاصة مع تكرار العمليات الاستشهادية في أنحاء البلاد.
ما الذي يجري؟
بات من الواضح أن هناك موجة من العمليات الاستشهادية في عموم فلسطين ، وهي الموجة التي تأتي لعدة أسباب، منها:
1- الحديث المتواصل لمنصات ووسائل الإعلام التابعة للمقاومة بشأن أهمية العمليات الأمنية.
2- قوة سيطرة الجماعات المسلحة ممن هي على شاكلة عرين الأسود أو كتيبة جنين فكريا على الشباب الفلسطيني، وهي الجماعات التي نجحت في فرض المواجهة الأمنية على إسرائيل بقواعدها الاستراتيجية في كثير من الأحيان، خاصة في ظل البيئة الصعبة التي تعيشها مناطق الضفة الغربية على الصعيد الاقتصادي والمالي.
3- بات من الواضح أن مخيم جنين الذي ينحدر منه الشهيد "لحلوح" يخرج من حين لآخر عناصر استشهادية تقوم بالعمليات من المخيم إلى عموم فلسطين، الأمر الذي يفسر الاهتمام الإسرائيلي اللافت بهذا المخيم، وهو الاهتمام الذي وصل لإرسال تحذيرات فنية منه ، وهو ما تجلى مثلا مع عرض مسلسل فوضى عبر شبكة نتفلكس.
تطورات ميدانية
غير أن تحليل بعض من تقديرات الموقف الاستراتيجية يشير إلى عدد من النقاط، أولها ضرورة البحث في رد الفعل الشعبي بشأن هذه العمليات، خاصة وأن المقابل الاقتصادي والسياسي لهذه العمليات يكون في الغالب بوقف دخول أي عامل فلسطيني للضفة الغربية ، وهو ما دفع بالكثير من العمال لانتقاد التصعيد الأمني صراحة سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي أو عبر أحاديث لوسائل الإعلام.
ومع تحليل مضمون هذه التقديرات بات واضحا أيضا إن هناك رأيا أكاديميا يتبلور يفيد بأن حركات المقاومة وعلى رأسها حماس ترغب في تصعيد الوضع الأمني في الضفة الغربية من أجل صرف انتباه إسرائيل عن قطاع غزة، الأمر الذي يزيد من دقة المواجهات بالضفة الغربية ويشعل الوضع أمنيا بها.
وبجانب هذا أيضا بات واضحا إن حركة حماس ومعها جماعات المقاومة نجحت في تجنيد ما يمكن وصفه بالذئاب البشرية من أجل القيام بالعمليات الاستشهادية.
ولكن السؤال الآن، هل دخلت إسرائيل في موجة من العمليات التي يقوم بها عناصر الذئاب البشرية ؟.
سؤال دقيق خاصة وأن إسرائيل لا تمتلك ملفات للكثير من الشهداء ممن يقوموا بهذه العمليات، الأمر الذي يصيب إسرائيل بالقلق والاضطراب خاصة مع غياب المعلومات الرئيسية لهذه النقطة.
اللافت ان وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير يستغل هذه التطورات، خاصة مع دقة التصعيد الحاصل بالأراضي الفلسطينية، ويدعو بن غفير إلى مواجهة هذه الظاهرة بتطبيق نظام العقوبات الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الظاهرة.
تقدير استراتيجي
بات من الواضح أن العمليات الاستشهادية ستتواصل، الأمر الذي يزيد من التطورات المحتملة على الساحة خاصة في ظل هذه الحكومة اليمينية المتشددة الراغبة في تحقيق وحصد أي مكاسب من الفلسطينيين مهما كان الثمن.