في مثل هذا اليوم من عام ١٩٩٩ اختلطت دموع الرجال بحبات المطر الذين اخفوها بالشماغ الذي خبأ تحته حزنا صادقا . دموع اليتم وحرقة الفراق ، بكت الرجال أصحاب الخلق الوعر المنتمين الى تراب هذا الوطن الصادقين بولائهم وليس مداهنا معسولا بكوا هذا المهيب الوادع كأنه النسر هوى بعد أن جاب الأرض عرضا وطولا يرفع اسم الاردن عاليا في كل محفل دولي الى ان بلغنا العلياء وصولا .
انه الحسين بن طلال رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته الحسين الذي بنى والاردنين صروحا مازلنا نفتخر بها وزرع زرعا نتفئ به الى الان ، الحسين الذي طوى ذراع المستحيل وقاد السفينه بكل حكمه وحنكه مجتازا مخاطر أمواج عاتيه عاشتها وتعايشتها أجيال مازالوا شاهدين على ذلك .
الوفاء للحسين مازال المخلصين من أبناء الوطن متمسكين به قولا وفعلا غيورين على ما تم بنائه حريصين على الاستمرار بالخطى المخلصه . والذي تمثل بالبيعة لجلالة الملك عبدالله الثاني أطال الله في عمره الذي عزز البناء واكمل المسيره وسعى الى إصلاحات على كافة المجالات السياسيه والإدارية والاقتصادية محاربا جسورا لكل المؤامرات التي أرادت النيل من الاردن على المستوى الإقليمي والداخلي وقف سدا منيعا أمام صفقات وتسويات واغراءات للتنازل عن مبادئ الاردن تجاه القضيه المركزيه فلسطين وعاصمتها القدس التي هيا بالنسبة للاردنيين التوأم الذي ضحوا بأرواحهم عنها في باب الواد واللطرون وباب الواد ورو بدمائهم أسوار قدسها ومقدساتها .
رحم الله الحسين فهو فينا ماحيينا وفاءا مخلصا، ومع جلالة الملك عبدالله الثاني نجدد البيعه والوفاء.