أكد الكاتب والإعلامي محمد محسن عبيدات مدير وكالة نيروز الإخبارية في إقليم الشمال أنه للإعلام دور كبير وهام في تعزيز ثقافة العمل التطوعي بكافة أشكاله و يستند ذلك على وجود شراكة حقيقية وتواصل دائم ما بين وسائل الاعلام والمؤسسات التطوعية, ويسهم ذلك في تمكين المؤسسات الإعلامية من إنتاج مواد إعلامية وصحفية مهنية قادرة على إيصال رؤية ورسالة وأهداف القائمين على العمل التطوعي بما يضمن تحقيقه واستدامته بالشكل الأمثل .
جاء ذلك في حديثه في الندوة الحوارية والتي جاءت تحت عنوان "دور الإعلام في تعزيز العمل التطوعي " وأقيمت في قاعة الندوات بمبنى المتصرفية وبتنظيم من جمعية الوردة الكنانية ممثلة بالدكتورة تمام الروسان وبالتعاون مع مبادرة بني كنانة تقرأ ممثلة بالاستاذة سميرة الطويل وتحت رعاية متصرف لواء بني كنانة الأستاذ عبدالرحمن الربابعة مندوبا عنه مساعده الدكتور محمد الرفاعي وقدم مفردات الندوة الدكتور هاني عبيدات.
وأكد عبيدات أن الندوة جاءت ترجمة لتوجيهات سمو ولي العهد الحسين بن عبدالله الثاني في تحفيز جهود الأفراد والمؤسسات لخدمة المجتمعات وحسب ما جاء في جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي والتي أطلقها في الخامس من شهر كانون الأول للعام 2021 , وتؤكد على قدرة الفرد المنظمة وأهمية دوره الفاعل في تحقيق الرفاه المجتمعي وتعميق حس الانتماء الوطني .
وأشار عبيدات إلى أهمية العمل التطوعي وأثره على المجتمع بالنسبة للفرد والمجتمع , و للفرد يتمثل ذلك في نيل الأجر والثواب في الدنيا والآخرة, وبناء علاقات جديدة من الأصدقاء من مختلف فئات المجتمع ,والتخلص من الاكتئاب والمشاعر السلبية , وزيادة المخزون المعرفي في مختلف المواضيع , والتسويق الذاتي , وتحقيق الذات وتعزيز الثقة بالنفس , واكتساب مهارات جديدة في الحياة , وفيما يتعلق بالمجتمع ككل ويتمثل ذلك في بناء مجتمع متماسك وآمن وقوي , والحفاظ على ديمومة الخدمات المقدمة للعامة , والحفاظ على النظافة العامة في الشوارع والحدائق والمنتزهات والغابات والمواقع الطبيعية المختلفة , وتوجيه الشباب نحو الإنتاجية , ودعم جهود الدولة في خدمة المجتمعات وتخفيف الأعباء عن خزينة الدولة , وتعزيز المواطنة الصالحة والقيم الإيجابية , والتكافل الاجتماعي , والبناء والتنمية الشاملة .
ونوه عبيدات إلى أن للعمل التطوعي مبادئ عامة وهي بمثابة مدونة سلوك , ويتمثل ذلك في العطاء دون مقابل , وأن يكون الدعم المالي والمعنوي ذاتي وبدون مقابل , وتحقيق العدالة عند وضع الخطط والبرامج وتنفيذ الاعمال والمبادرات التطوعية , وأن تكون واضحة ومحددة من بداية التنفيذ وحتى الانتهاء من العمل , والاستعانة بأصحاب الاختصاص والخبرة والكفاءة العلمية عند التنفيذ , ومراعاة جودة المواد والسلع المختلفة , واستدامة الأعمال التطوعية والحفاظ عليها من خلال المتابعة والصيانة المستمرة . ونوه كذلك إلى أن الجهات التي من خلالها التحفيز والتشجيع على العمل التطوعي تتمثل في وسائل الاعلام المختلفة وخاصة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي , والمساجد وبيوت العبادة وخاصة في صلاة الجمعة , والمدارس والجامعات , والمضافات والدواوين , والمؤسسات الرسمية والتطوعية والخدماتية والشبابية والرياضية , ويتمثل ذلك بعقد اللقاءات والندوات والمحاضرات والمؤتمرات بهدف ترسيخ قيم العمل التطوعي وثقافته وحث المجتمع ككل على الأعمال التطوعية وعرض قصص النجاح وتكريم أصحاب العمل والإنجاز ليكون مثالا يحتذى وتشجيع الغير على سلوك ذات الطريق .
واختتم عبيدات بالحديث عن مجالات العمل التطوعي والتي تضمنت الأعمال الخدماتية والإنسانية والثقافية والرياضية والاقتصادية والبيئية والسياحية وغيرها وتقديم العون والمساعدة والتكافل الاجتماعي ومن أهم المجالات , المجال الاجتماعي ,ومن الأمثلة على ذلك : تشكيل لجان لإصلاح ذات البين والوفاق والاتفاق المجتمعي , جمع التبرعات سواء مالية أو عينية لصالح "المقبلين على الزواج وطلبة الجامعات والجمعيات الخيرية ودور الأيتام وكبار السن وغيرها , رعاية كبار السن والأيتام ، والجانب الصحي يتمثل في نشر التوعية الصحية والنفسية وخاصة الأمراض السارية والموسمية من خلال عمل منشورات ويافطات ومواقع التواصل الاجتماعي , تنظيم حملة للتبرع بالدم , زيارة المرضى وتقديم الهدايا. والجانب الاقتصادي يتمثل في توجيه الشباب والمجتمع على العموم نحو الإنتاجية , إقامة المعارض والبازرات , إقامة المشاريع الصغيرة , تسويق الإعلانات الوظيفية , والجانب التعليمي يتمثل في تدريس الطلبة في المناطق النائية والمرضى ومحو الأمية , وطلبة التوجيهي, تنظيم رحلات علمية وثقافية للطلبة والمجتمع المحلي , والجانب الرياضي يتمثل في إقامة البطولات الرياضية في مختلف الألعاب, ونشر التوعية حول أهمية الرياضة على صحة الإنسان من خلال الندوات والمطويات ومواقع التواصل الاجتماعي , والجانب الفني والثقافي يتمثل في إقامة حفلات ترفيهية للأطفال , إقامة الأنشطة والفعاليات الهادفة لرفع المشهد الثقافي والفني بمختلف مجالاته.إقامة معارض الكتب لتشجيع القراءة , رسم لوحات فنية جدارية في الأماكن العامة , والجانب البيئي والزراعي يتمثل في إقامة حملات نظافة في أماكن التنزه العشوائي والأماكن العامة وجوانب الطرق , زراعة الأشجار الحرجية والزينة في مختلف المواقع , تقليم الأشجار في الأماكن العامة , زراعة المساحات الترابية والحدائق في المنازل دهان الأطاريف والجزر الوسطية في الشوارع , والجانب السياحي يتمثل في إبراز المواقع السياحية من خلال الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي , و تنظيم الرحلات للتعريف بالمواقع السياحية .
وفي نهاية الندوة الحوارية دار نقاش موسع حول دور الإعلام في تعزيز ثقافة العمل التطوعي وخلص الجميع في الخروج بتوصيات وتتضمن ضرورة الشراكة الحقيقية مع المؤسسات الإعلامية المختلفة في خدمة المصلحة العامة , وضرورة أن تقوم وسائل الإعلام بتسليط الضوء على قصص النجاح والتجارب الناجحة لتكون مثالا يحتذى , وإيصال صوت القائمين على العمل التطوعي إلى اصحاب القرار ونقل التحديات والصعوبات التي تواجههم وتسهيل مهامهم , وكذلك العمل الجاد على تحفيز رجال الأعمال وأصحاب الأموال للمساهمة في دعم المؤسسات التطوعية فيما يضمن تحقيق أهدافها التي أنشئت من أجلها وتقييم عمل تلك المؤسسات بشكل جاد ومسؤول , وكذلك حث فئة الشباب على الانخراط بالعمل التطوعي من خلال تبني أفكار تحثم على المشاركة الفعالة في خدمة المجتمعات , وكذلك تكريم أصحاب الإنجازات ومؤسساتهم لرفع معنوياتهم وتقديرا وعرفانا للجهود الكبيرة التي يبذلونها لخدمة الشأن العام , وضرورة أن تقوم وسائل الإعلام على تجذير روح العمل التطوعي ورسالته النبيلة , وعند وضع الخطط والبرامج لتنفيذ الأعمال والمبادرات التطوعية يجب مراعاة , العدالة والشفافية والمصداقية بحيث تكون خطط العمل واضحة ومحددة من بداية التنفيذ وحتى الانتهاء من العمل والاستعانة بأصحاب الاختصاص والخبرة والكفاءة العلمية عند تنفيذ المشاريع والمبادرات .