مؤتمرٌ يبدأ أعماله في القاهرة اليوم في مقر جامعة الدول العربية مؤكداً على ضرورة دعم صمود القدس والمقدسيين وضرورة دعم مشارع التنمية والتطوير فيها لتبقى عربيةَ الهويةِ وتبقى مقدساتها الإسلامية والمسيحية شاهدةً على أكثر من ألف وأربعمائة عام من الوئام الديني والعيش المشترك في إطار ثقافة مشتركة تعزز قيم الأخوة والتلاحم الإسلامي-المسيحي تماما ًكما رأينا مؤخراً في حادثة الإعتداد على كنيسة الحُكم على المسيح في المرحلة الثانية من مراحل درب الآلام بأن من قام بالتصدّي للمتطرف اليهودي بمحاولة العبث بمحتويات الكنيسة والعمل على حرقها هو حارس الكنيسة الشاب المقدسي النشمي ماجد الرشق، الذي وَجَدَ في هذا الإعتداءِ إعتداءً لا يقل أهمية على الإعتداء على حرمة المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف.
هذه هي القدس التي لأجلها يَنعقد هذا المؤتمر الهام ليؤكد على هُويتها العربية وعلى ضروة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني فيها، والتأكيد على أنَّ الإعتداءات والإجراءات الإٍسرائيلية أحادية الجانب هي مخالفة للشرعية الدولة ولبمدأ حل الدولتين الذي يحقق حلا عادلاً بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها الشرقية كما أكد صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم في كلمته. فلا مناص إذا عن المبادرة العربية للسلام بأن توضع موضع التنفيذ لتحقيق السلام العادل والشامل وتعود المنطقة من جديد تنعم بالأمن والإستقرار والسلام، وتبقى القدس عاصمة للسلام ومفتوحةً للجميع، فهي-أي القدس- درةُ التاج وزهرة المدائن، تنعم بمكانتها الدينية في قلوب الملايين من البشر حول العالم لقداستها وأهميتها في قلوب نصف سكان الكرة الأرضية.
وما أكد عليه المتحدثون في الجلسة الإفتتاحية هو ضرورة دعم الأشقاء في الأراضي الفلسطينية لتعزيز صمودهم التاريخي وضرورة العمل على وقف الإجراءات الأحادية الجانب التي تهدد فرص السلام وتفسح المجال للمزيد من إراقة الدماء وإدامة دوامة العنف بدل من العمل على الحل العادل والشامل.
وهذا الإجتماع بعنوان "القدس صمود وتنمية"، كما أكد صاحب الوصاية والرعاية الهاشمية على المقدسات الإٍسلامية والمسيحية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، إنما يرتبط بوجدان كل مقدسي مرابط وصامد على أرضه، فالأردن سيبقى يبذلُ كلَّ الجهودِ في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية، والعمل على إستمرار صيانة وإعمار المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة على السواء، والوقوف في وجه الإجراءات الإسرائيلية التي تعمل على التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى المبارك، والتأكيد على ضرورة عدم المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس، والحافظ على هوية المدينة المقدسة وعروبتها، وصون حقوق المسلمين والمسيحيين في أداء شعائرهم الدينية، والوقوف إلى جانب المسيحيين في القدس والحفاظ على العهدة العمرية الممتدة منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام.
وما تلبية الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه لنداء الفلسطينيين إلا تأكيدأ أنَّ القدس ومقدساتها قد ارتبطت بتاريخ العائلة الهاشمية كما جاء في خطاب جلالته في الإفطار الصباحي السنوي في العاصمة الأمريكية واشنطن مؤخراً.
القدس ستبقى في عيوننا، وتستحق القدس كلَّ دعمٍ وكلَّ تنمية .. حماك الله يا قدس