قبل أيام قليلة أخذ قاطنو هذا الكوكب إجازة من ممارسة الكراهية و الحقد واحتفلوا بعيد الحب ثم عادوا إلى سيرتهم الأولى : بيوت تهدم على رؤوس ساكنيها،واعتقالات وتعذيب في فلسطين،كوارث طبيعية حصدت أرواح بأعداد هائلة ومقبرة تشيد كأن شيئًا لم يكن !
لعيد الحب روايات تاريخية كثيرة وأقاويل لكن هناك روايتان تتفق مع الزمان والمكان ولكن تختلف الأحداث ! الرواية الأولى: المكان روما والزمان 207 للميلاد ، تقول الرواية: أن القسيس فالنتاين وقع بحب ابنة الإمبراطور كلاوديوس وزنى بها لأن إيمانه الكنسي يحرم عليه الزواج فما كان من الإمبراطور إلا أن أعدمه ثأرًا لشرفه ، وإن كان بطل هذه الرواية كلاوديوس لا فالنتاين ، وعيدًا للشرف لا للحب .
الرواية الثانية تقول: أنه في حكم الإمبراطور كلاوديوس كانت ما تزال تعبد الوثنية ، وكانت المسيحية ديانة قلة مضطهدة وكان الإمبراطور منع الزواج بين الجنود ، إلا أن القسيس فالنتاين كان يزوجهم سرًا ، فلما علم الإمبراطور كلاوديوس أعدمه. وهنا فالنتاين بطل ويحق لقومه أن يمجدوه ، ولكن نحن كدولة عربية نستورد كل شيء من الإبرة للصاروخ ولكن هل نستورد العشاق أيضًا ؟
ويقول المثل العامي :"عنز الشعيب ما يحب إلا التيس الغريب ".
يضرب المثل للزاهد في قومه المفتون للغرباء ! وحالنا مع عيد الحب حال عنز الشعيب مع التيس الغريب هل خلا تاريخنا من العشاق حتى نستوردهم؟ ماذا عن قيس بن الملوح وقد جاء مناجيًا ربه:
تبت إليك يا رحمن من كل ذنب
أما عن هوى ليلي فأني لا أتوب
ماذا عن ابن برد وعن جميل يهيم ببثينة عن كثير يجنّ بعزة ، وعن بني عذرة أرق العرب قلوبًا ، وأحنهن أفئدة ، ينام الفارس منهم طريحًا في فراشه ليس فيه مرض إلا الحب! لدينا من قصص العشق ما أردنا أن نجعل من كل قصة عيدًا للحب لن تكفي أيام العام ، لكن عنز الشعيب ما يحب إلا التيس الغريب .
يحتفلون بهذا اليوم ويكذبون على أنفسهم .يقولون لبعضهم كلمات الحب يتبادلون هدايا الحب ثم يعدودون في اليوم التالي كأن شيئًا لم يكن ! كأن الحب كبش قد تم ذبحه في اليوم الذي سبق عيد الحب .
هم يحتفلون بهذا اليوم لا من أجل الحب الذي نعرفه ولا من أجل الهدايا ولا من أجل العشق هم يحتفلون من أجل الشهوة والحب الرخيص الساقط .
هو يوم بدعي (عيد الحب) ولكنه ممتلئ بالرذيلة من شروق الشمس إلى غروبها مسكينة الشمس في هذا اليوم تطلع على الرذيلة وتغرب على الرذيلة .
يريدون منا أن نحتفل معهم بهذه المناسبة وما دروا أننا عشاق منذ الولادة إلى لحظة الممات وما دروا أننا نحب ونمنح الحب ونصنع الحب ونصدر الحب إلى العالم كله .