الدروز من القبائل العربيّة الشاميّة ذات التاريخ الحافل بالشهامة والبطولة والرجولة والأنفة وإباء الضيم، قاتلوا الأتراك أيام حكمهم ثمّ ناجزوا الفرنسيين وقادوا الثورة ضدّهم ...
وارتبط الدروز بعلاقات وديّة مع قبيلة بني صخر توّجت بموقف قبيلة بني صخر ممثّلة بشيخها المرحوم حديثة الخريشا في مساندة الدروز في ثورتهم ضدّ الاستعمار الفرنسي، واستضافته رحمه الله لزعيمها المرحوم سلطان باشا الأطرش ومن معه من زعمائهم وأعيانهم..
وكان من ذلك شهادة المرحوم الشيخ حديثة الخريشة بهم وتزكيته لهم عند الملك عبد العزيز آل سعود _ رحمه الله_ إذ كان في مجلسه فاستشار من حوله باستقبال زعماء الدروز الذين لجأوا للمملكة بسبب محاربتهم لفرنسا، فنصحه مستشاروه وأعيان مجلسه بعدم قبولهم، فظهر الغضب والامتعاض على وجه الشيخ حديثة، فسأله الملك، وطلب رأيه فأجابه بأبيات منها:
العـز عـز الله هو مـحـصـي الانـفـاس والعـز الاخـر لـلابـسـيـن الـعـمـايــم
بني معروف اللي على الخيـل جـلاس بـمـقـابل الجمعـين كــلــهم لزايم
قيـدومـهـم يوم اللقى يـقـطع الـراس ورديهـم بــالـكـون ابـو الـهــمــايــم
يـوم الـمدافـع* مـثل بـرقٍ بحـنداس
وبـزر الفـرنجي مـثل رشق الغـمايـم
كـم واحــدٍ يــشـرب الـخـمـر بـالـكاس
خـلو عـليه الـطير يا مير حايـم
اسلام يعطون الحق اصفى من الكاس والحق معهم يـسندونه دعـــايم
فأجارهم عبد العزيز وسمح لهم بالدخول في بلاده معززين مكرمين .
وبفضل الله لا تزال العلاقات الأخوية الصادقة الطيبة بينهم وبين بني صخر بشكل عام وعشيرة الخرشان بشكل خاصّ، وستبقى بإذن ما بقي الدهر دهر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .