اكد الفريق الركن المتقاعد غازي الطيب لنيروز ان مناسبة تعريب قيادة الجيش العربي نعتز ونفتخر بها لانها اسست لانطلاق جيشنا العربي المصطفوي الذي خاض حروب الشرف والكرامة وحمى الوطن ومستقبله ونهنأ جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه الذي استمر في راعية الجيش وتأهيله وتعريب قيادة الجيش قرار سيادي اردني نبع من قيادة حكيمة وشجاعة .
واضاف الفريق الطيب قائلا تحتفل الأسرة الأردنية الكبيرة وعلى امتداد رقعة الوطن الغالي ذكرى بذكرى عزيزة على قلب كل مخلص في أردن أبي الحسين ألا وهي تعريب قيادة الجيش العربي الاردني.
ففي هذه الذكرى تحملنا ذاكرة الأيام كان فيها صوت الحسين مدويا ومعلنا قرارا قوميا وتاريخيا اثر في التاريخ الاردني وكان له بصماته الواضحة في التخلص من نير الاستعمار عندما اعلن وبصوته الهاشمي انهاء خدمات الفريق كلوب من قيادة الجيش العربي وجعله جيشا عربيا هاشميا خالص العروبة صادق الانتماء لتراب هذا الوطن حيث قال أيها الضباط والجنود البواسل احييكم اینما کنتم وحيثما وجدتم ضباطا وحرسا وجنودا، وبعد فقد رأينا نفعا لجيشنا وخدمة لبلدنا ووطنا ان نجري بعضا من الاجراءات الضرورية في مناصب الجيش فنفذناها متكلين على الله العلي القدير ومتوخين مصلحة أمتنا وإعلاء كلمتها وإنني أمل فيكم كما هو عهدي بكم النظام والطاعة.
وإشار الطيب الى ان يوم الأول من اذار ١٩٥٦ ارتسمت الفرحة الغامرة على جباه ابناء الاسرة الأردنية الكبيرة كلها بقرار جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه الشجاع الذي تحدى به السيطرة الاجنبية حينما اصدر قراره التاريخي بانهاء خدمات الفريق كلوب من منصب رئاسة اركان حرب الجيش العربي الأردني واسناد هذا المنصب إلى ضباط أردنيين نشأوا وتربوا فوق هذا الثرى الطيب حيث قدموا ما بوسعهم في سبيل رفعة هذا الجيش ومنعته وقوته ليكون جيشاً لكل العرب.
وقال الفريق المتقاعد غازي الطيب خطوة التعريب جاءت في مقدمة عهد جلالته -رحمه الله حيث ظلت هاجسه الوطني منذ تسلمه سلطاته الدستورية ليعيد لهذه الأمة حريتها وإرادتها وللقوات المسلحة مجدها وثقتها بنفسها للقيام بواجباتها الجسام الملقاة على عاتقها تجاه وطنها وأمتها ومقدساتها، فمنذ اليوم الاول لاستلام جلالة المغفور له الحسين بن طلال سلطاته الدستورية والقرار التاريخي يجول في وجدان الشبل الهاشمي شعورا منه بأن هذا القرار يعيد للامة حريتها ويفتح للشعب طريقه نحو الحياة الفضلى بتخليصه من القيادة الاجنبية فكانت خطوة جريئة اقدم على اتخاذها جلالته رحمه الله فقابلها الشعب والجيش حباً بحب وولاء بولاء فأزالت عن الأردنيين وأملى جلالته هماً كبيراً وعززت ثقتهم بقائدهم الشاب وسداد رأيه وحكمته وبعد نظره .
واملى جلالته على التاريخ ان يكتب خطوة مباركة وجريئة وقراراً مجلجلاً في الداخل والخارج، وليكون بذلك نهاية المعاناة وولادة المستقبل.
وتحدث الطيب لنيروز منذ ذلك التاريخ آلت قيادة الجيش العربي الى ابناء بررة قدموا ما بوسعهم في سبيل رفعة هذا الجيش فخطا خطوات حثيثة على مدارج التقدم حتى اضحى مثلا يحتذى في الانضباطية والنظام وعلى مستوى عال من الكفاءة والتدريب والاحتراف والتميز وتم تزويده بالاسلحة والمعدات المتطورة وتم تشكيل العديد من الوحدات من مختلف الصنوف والاسلحة وفتحت المراكز والمعاهد والجامعات التي تعمل على تأهيل الكوادر البشرية المدربة عسكريا ومعرفيا لرفد القوات المسلحة بالطاقات العلمية القادرة على البذل والعطاء به الا ال ومنذ ذلك التاريخ وقواتنا المسلحة الاردنية تحظى
وإشاد الفريق الطيب بالاهتمام الأكبر من القيادة الهاشمية من حيث التسليح والتدريب والتأهيل حيث شهدت القوات المسلحة التطور الكبير في صنوف الاسلحة المختلفة ولتستمر المسيرة بتولي جلالة الملك عبد الله الثاني مقاليد الحكم فلقي الجيش العربي جلّ اهتمامه ورعايته حيث زود بمختلف الاسلحة والاجهزة المتطورة.
وختم الفريق الطيب حديثه لنيروز حيث قال شهد الجيش العربي في عهد جلالته اعادة هيكلة لمختلف صنوفه لتتناسب مع المسؤوليات الملقاة على عاتقه ولتواكب هذه القوات كل جديد في مجال الاعداد والتدريب حتى غدت قواتنا المسلحة نموذجا يحتذى في التضحية والاقدام والبذل والعطاء ويمكننا القول بأن تعريب الجيش كان بحق جوهرة زينت جبين كل الاردنيين وبعد، فإن ابناء القوات المسلحة الاردنية وهم يتفيأون ظلال هذه الذكرى العطرة فإنهم يبتهلون الى المولى عز وجل ان يشمل بمنه وكرمه جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال بواسع رحمته ورضوانه وسيذكرون دائماً صاحب القرار الشجاع والخطوة الجريئة التي كان لها كبير الأثر في بناء الجيش المصطفوي ويعاهدون قائده الاعلى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ان يبقوا درع الامة وأملها في الدفاع عن الحق وصون الكرامة يعملون بكل ما اوتوا من قوة وعزم في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن جنوداً أوفياء ورجالاً أقوياء يسيرون على ذات النهج وذات الطريق سائلين العلي القدير أن يحفظ جلالة القائد الاعلى سنداً و ذخراً للأمتين العــربيـــة والاسلامية، إنه نعم المولى ونعم النصير .