" الأنسان أغلى ما نملك" لم يكن مجرد شعار أطلق في لحظة انفعال وحماس ولكنّها عبارة جامعة مانعة صدرت من جهبذ السياسة ومعدن الحكمة الراحل العظيم جلالة الملك الحسين بن طلال _رحمه الله_ كاشفا بها ميزة هذا البلد الطيّب المبارك الذي أنعم الله عليه بشعب مبدع يستحقه، ويزيده رفعة وتألّقا ...
لذلك لا غرابة أنّ نجد رجلا مثل معالي وزير الداخلية مازن الفرّاية يتألّق في حياته العسكرية قائدا عسكريّا من أكثر الضباط إبداعا وتألقا في الميدان العسكري، ثمّ ينتقل إلى الميدان السياسي والأمني في أحلك الظروف في جائحة كورونا مديرا لخليّة الأزمة فيزداد تألّقا وعطاء ثمّ تسند له وزارة الداخلية فيقودها بمهارة وجسارة وحنكة وحكمة يشهد بها ولها الجميع.
إنّ وزارة الداخلية من أهمّ الوزارات السيادية، لا بل هي أهمّها على الإطلاق نظرا لاشتباكها الدائم مع مختلف قضايا المواطنين، وهي التي تمثّل حلقة وصل بين العديد من الوزارات ومؤسسات الدولة المختلفة والمواطن .
لذلك لا يتولّى هذا الموقع إلّا من يتمتع بالكفاءة والقدرة والحنكة والمعرفة الدقيقة بشؤون المجتمع وأحواله، وهي الصفات التي اجتمعت لمعاليه ، فهو ابن جيشنا العربي ويدرك المعنى الحرفي في كيفية أن تكون القيادة مرتبطة بحكمة المسؤول .
فكان دائما هو الاقرب إلى الناس ، ومعرفة همومهم وما يعانون منه ، إضافة إلى حنكته في العمل على حلّ العديد من القضايا التي كان ينظر إليها على أنها معضلات يصعب حلها ، غير أن الوزير الفرايه وبأسلوبه ومدى تعاطيه وحنكته تمكّن من إيجاد الكثير من الحلول لقضايا صعبة ومعقدة، ومن أبرز تلك القضايا قضيّة الجلوة العشائرية التي كانت على طاولة البحث منذ مطلع تسعينيات القرن العشرين، والتي أستطاع معاليه بالتعاون مع الأخيار في الأردن إعادة تقنينها وتعديلها بما سيسجله له التاريخ في سجّل الإنجاز بأحرف من نور ذهبي .
وختاما أسأل الله أن يحفظ معاليه فارسا من فرسان هذا الوطن في ظلّ سيّدي ومولاي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين.