تتواصل العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، اليوم الاثنين، حيث تحاول القوات الروسية بسط السيطرة الكاملة على المناطق الأوكرانية، فيما يقاوم الجيش الأوكراني بدعم لوجستي وعسكري من الغرب.
ولا تزال مدينة باخموت عصية أمام القوات الروسية رغم تطويقها من 3 جهات، ويحتدم القتال في محيطها منذ 7 أشهر.
وأفاد شهود عيان بأن الجيش الأوكراني لا يزال يؤكد أن الدفاعات في باخموت متينة، ولا إشارات حتى الآن على انسحاب أوكراني وشيك من باخموت. كما يؤكد الجيش الأوكراني أن المحور الغربي في باخموت تحت السيطرة تماما.
وأكد شهود العيان أن الدفاع الروسية زجت بمقاتلات ودبابات حديثة في مناطق العمليات، ومئات القذائف والصواريخ الروسية سقطت في دونيتسك على مدار الساعة.
في آخر التطورات الميدانية، قال مؤسس مجموعة "فاغنر” العسكرية الروسية الخاصة إن قواته التي تشدد قبضتها الآن على مدينة باخموت الأوكرانية لا تحصل على احتياجاتها من الذخيرة وإذا أُجبرت على التراجع ستنهار هذه الجبهة بأكملها. وقال يفجيني بريغوجين، في مقطع مصور: "إذا انسحبت فاغنر من باخموت الآن ستنهار الجبهة بأكملها.. لن يكون الوضع طيبا لجميع التشكيلات العسكرية التي تحمي المصالح الروسية”.
وقال بريغوجين يوم الجمعة إن وحداته "طوقت عمليا باخموت” حيث اشتد القتال خلال الأسبوع المنصرم مع هجوم القوات الروسية من جميع الجهات تقريبا. ولكنه شكا يوم الأحد من أن معظم الذخيرة التي وعدت بها موسكو قواته في فبراير لم يتم شحنها بعد.
من جهتها، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية التصدي لـ95 هجوما روسيا على كوبيانسك وليمان وباخموت وأفديف، مؤكدة استهداف مواقع تمركز القوات الروسية في دونيتسك بـ12 غارة جوية.
هذا وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن واشنطن تعمل مع الطيارين الأوكرانيين في الولايات المتحدة لتحديد المدة التي سيستغرقها تدريبهم على قيادة طائرات مقاتلة من طراز إف-16.
وأوضحت المصادر أن طيارَيْن أوكرانيَيْن اثنين يتوجدان حاليا في قاعدة عسكرية في الولايات المتحدة، حيث يتم اختبار مهاراتهما في أجهزة محاكاة الطيران لمعرفة الوقت اللازم لتعلم قيادة طائرات عسكرية أميركية مختلفة، بما في ذلك طائرات إف-16. غير أن مسؤولاً عسكريا أميركيا وصف ذلك بأنه نشاط روتيني كجزء من الحوار العسكري الأميركي مع أوكرانيا.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ليل الأحد، أن قوات كييف تخوض معركة مؤلمة وصعبة في دونباس، التي تضم مدينة باخموت. وقال زيلينسكي في خطابه اليومي إنه فخور بشجاعة وصمود الجنود الذين يقاتلون في باخموت، مضيفا أن هذه واحدة من أصعب المعارك.
وفي تصريحات خاصة لـ”العربية”، ألمح يوري ساك، مستشار وزير الدفاع الأوكراني، إلى احتمال انسحاب أوكرانيا من باخموت، إذا اعتبر القادة العسكريون أنه لا توجد أهمية استراتيجية وراء المعركة..
ما نائب عمدة باخموت ألكسندر مارشـينكو فقال إن القوات الروسية تنفذ عمليات تدمير شامل في المدينة. وأوضح أن شدة المعارك سببت تباطأ كبيرا في إجلاء المدنيين من الخطوط الأمامية للجبهات في باخموت. كما أكد مارشينكو أن الجيش الروسي لا يستهدف الاستفادة من المدينة بعد السيطرة عليها، ولكن هدفه الوحيد هو تمزيقها.
ولا تزال مدينة باخموت عصية أمام قوات "فاغنر” رغم تطويقها من 3 جهات، ويحتدم القتال في محيطها منذ 7 أشهر.
وفي آخر التطورات الميدانية، نجحت "فاغنر” في التقدم داخل الضواحي الشمالية للمدينة، حيث تطوقها حاليا من الجهات الشرقية والشمالية والجنوبية لكنها لم تنجح لحد الآن في اختراق المحور الغربي.
وأدت المعارك إلى تهجير سكان المدينة التي كانت تأوي 70 ألف نسمة قبل بداية الحرب، والآن لم يتبق فيها سوى 4 آلاف مدني يعيشون حاليا في الملاجئ تحت ظروف صعبة.
وتسببت المعارك العنيفة المستمرة في إلحاق ضرر كبير بمباني المدينة وبينتها التحتية وشبكات المياه والكهرباء والغاز.