دُعِيْتُ يوم أمس 7 مارس2023 في الخامسة مساءً لحضور مهرجان "الوفاء لفناني الزمن الجميل" في المركز الثقافي الملكي، من قبل رئيسة جمعية سماء الثقافة الأديبة هيام فؤاد ضمرة، فلبيت الدعوة برفقة بعض ضيوفي الشخصيّين.
وقد سبق لي حضور بعض مهرجانات "سماء الثقافة" المتميزة من حيث الضبط والتنظيم ما شجعني على حضور هذا المهرجان وقد جذبني عنوانُهُ اللافت، كونه يتعلق بتكريم الفنانين الرواد الكبار الذين تُقْنَا لمشاهدتهم بعد أن أدّوا دورهم بإخلاص فيما أهملتهم السنون.
وكانت القائمة موفقة وإن تغيبت عنها بعض الأسماء الكبيرة، مثل: عبير عيسى وربيع شهاب وغيرهما؛ وذلك لضيق الإمكانيات كما تبين لنا لاحقاً.
ولا أخفي عليكم بأنني توقعت أن يكون المهرجان متميزاً كعهدي بالجهة المنظمة، ووفق فقرات البرنامج المنشور، والمعدة باحتراف، حيث اطَّلَعْنا عليه مسبقاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
فقد انتهت فقرة تلاوة القرآن. تلتها كلمة راعي المهرجان، رجل الأعمال ظاهر العمروا الرئيس الفخري لجمعية سماء الثقافة، أعقبتها كلمة ترحيبية لرئيسة الجمعية المنظمة للمهرجان، رحبت فيها بالحضور، والمُكَرَّمين، ووزيرة الثقافة الدكتورة هيفاء النجار، حيث أثنت على اهتمامها بهذا المهرجان كما هو دأبها في المشهد الثقافي الذي يشيد بدورها التنموي الفاعل، ثم أعلن عريف الحفل الفنان المبدع سعد خليفة بصوته الفخم أولى الفقرات، وكانت قراءةَ بعضِ الآيات القرآنية بصوت الشيخ محمد رشاد الشريف، أعقبها بداية موفقة للفرقة الموسيقية..!
وفجأة فُغِرَتْ الأفواهُ بسبب الخروج المفاجئ لوزيرة الثقافة بعد تبكيرها في تسليم الدروع.. حيث قيل بعدها بأنها خرجت لارتباطها بموعد هام، دون أن تلقي كلمتها التكريمية الموعودة. ليس هذا فحسب، بل أنها لم تترك على المِنصة من ينوب عنها في إكمال الحفل فطلبت من القائمين على إدارة المهرجان بأن تنهي فقرة تسليمها المبكر للدروع ، وذلك قبل البدء بفقرات المهرجان، ثم تُسْتَأنَفُ تلك الفقرات بعد مغادرتها القاعة.
وللأسف. فالفوضى والأحاديث الجانبية شتت الجمهور على غير المألوف، ودروع التكريم لم تكن مرتبة على الطاولة بَعْدْ وفق الأصول؛ لأن فقرة التسليم كانت آخر الفقرات، أي أنه كان هناك الوقت الكافي لترتيبها وفق قائمة الأسماء كما هو مخطط لها فبكرت الوزيرة بتسليمها.. فحصل إرباك اثناء تفقدها وتسليمها تباعاً في بداية الحفل، ورغم ذلك انقضى الأمر على خير.. ثم ارتبكت الفقرة الموسيقية التي كانت بدايتها موفقة.. وخلافاً لما هو معهود في الجماهير الثقافية فقد دبت الفوضى بين الحاضرين الذين دخلوا في هرج ومرج وبدأوا بالخروج خلف المُكَرَّمين الذين كان عليهم إتمام الحفل الذي نظم لأجلهم! ناهيك عن تدفق بعض الحضور وراء الوزيرة لالتقاط الصور التذكارية معها. وطويت الفقرات بعد ذلك الواحدة تلو الأخرى مفتقرة للضبط بسبب الفوضى التي عمت المهرجان.
كنت اتمنى للمهرجان النجاح لأهميته في زمن النسيان الذي غمر الرواد وتجاهَلَ عطاءَهم.
ويقتضي التنويه إلى أنه لا ذنب لجمعية سماء الثقافة ورئيستها الأستاذة هيام ضمرة فيما جرى من تجاوزات فنية وأخطاء غير مقصودة كوني كنت من ضمن جماهير بعض تجاربها الناجحة.. وكان من الممكن أن يكون هذا المهرجان التكريمي أفضلها لو تضافر الجميع على إنجاحه كل حسب دوره المنوط به وفق الخطة المتفق عليها والتقيد بالفقرات بدقة وثبات.
راجين الاستمرار في جمعيتهم الناشطة في ظل وزارة الثقافة التي نقدر وزنها بيننا وأهميتها في تطوير الشأن الثقافي باقتدار .
فلا ضير من استفادة جميع المعنيين بالشان الثقافي من الأخطاء لتطوير الأداء وتحقيق الأفضل.