حذر حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) من أن مدينة باخموت الإستراتيجية (شرقي أوكرانيا) قد تسقط خلال أيام بيد القوات الروسية، في حين أفادت شركة توليد الطاقة النووية الأوكرانية بإلغاء تنشيط محطة زاباروجيا النووية بسبب قصف صاروخي روسي أدى إلى انقطاع الكهرباء، حسب قولها.
وانقطع التيار الكهربائي عن محطة زاباريجيا النووية في أوكرانيا في أعقاب ضربة روسية، حسب ما أعلنه مشغل الطاقة النووية في أوكرانيا اليوم الخميس، مضيفا أنها تعمل حاليا على مولدات ديزل.
وقالت مؤسسة "إنيرغواتوم" في بيان إن "خط الاتصال الأخير بين محطة زابوريجيا النووية ومنظومة الطاقة الأوكرانية انقطع نتيجة هجمات صاروخية".
وأضافت شركة توليد الطاقة النووية الأوكرانية أن وقود عمل المولدات الاحتياطية يكفي 10 أيام فقط، ونحذر من عواقب إشعاعية.
من جهتها، اعتبرت سلطات زاباروجيا الموالية لروسيا أن تصريحات كييف بشأن انقطاع إمدادات الكهرباء عن المحطة "مجرد استفزاز".
وقال عمدة كييف إن 40% من سكان العاصمة حاليا من دون تدفئة بسبب الهجوم الصاروخي.
وشنت القوات الروسية في وقت مبكر صباح اليوم الخميس غارات صاروخية على مدينتي أوديسا وخاركيف؛ مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عدد من الأحياء، حسب مصادر محلية.
وقالت السلطات المحلية في أوديسا إن الصواريخ الروسية ضربت عددا من مولدات الطاقة في هذه المدينة الواقعة على البحر الأسود، في حين أعلنت سلطات خاركيف أن 15 صاروخا ضربت البنى التحتية في المدينة.
في الأثناء، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ أمس الأربعاء -في تصريحات على هامش اجتماع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي بالعاصمة السويدية ستوكهولم- إنه لا يمكن مع ذلك التقليل من أهمية ما تحققه القوات الروسية على الأرض.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حذر من سقوط باخموت، وقال إن الروس يمكن أن يذهبوا في حال سقوطها إلى ما هو أبعد من باخموت، وأن يصلوا إلى مدن كبيرة في دونيتسك مثل كراماتورسك وسلوفيانسك.
وأضاف زيلينسكي -في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" (CNN)- أن روسيا بحاجة إلى انتصار ما، وإنْ كان بتدمير باخموت بالكامل وقتلِ كل المدنيين فيها.
وبعدما تردد أن كييف ربما تسحب قواتها من باخموت، أعلنت القيادة الأوكرانية أنها قررت مواصلة الدفاع عن المدينة.
وعلى الرغم من أن باخموت -التي كان يسكنها قبل الحرب 70 ألفا لم يتبق منهم حاليا إلا 4 آلاف- لا تكتسب أهمية إستراتيجية كبيرة، حسب الخبراء العسكريين، فإنها باتت ذات أهمية رمزية وتكتيكية بعدما عجزت القوات الروسية عن السيطرة عليها رغم مرور أكثر من 7 أشهر من المعارك الطاحنة.
في قبضة فاغنر
في الأثناء أعلن مؤسس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين أمس الأربعاء أن قواته سيطرت على الجزء الشرقي من باخموت بعد أن عملت لأسابيع على تطويقها.
وقال بريغوجين إن كل المناطق الواقعة على الضفة الشرقية لنهر باخموتسكا -الذي يشق المدينة- باتت تحت سيطرتهم، وأضاف أنه بسقوط باخموت ستنفتح أمام القوات الروسية آفاق عملياتية واسعة، وأن العالم لم يواجه بعد الجيش الروسي المجهز بأحدث الأسلحة والتقنيات، على حد وصفه.
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية أمس الأربعاء إن القوات الروسية تواصل اقتحام باخموت رغم الخسائر الكبيرة التي تتكبدها، مشيرة إلى صد أكثر من 100 هجمة على مختلف المحاور، لا سيما في باخموت وليمان وأفدييفكا بدونيتسك.
ونشر المعهد الأميركي لدراسة الحرب أول أمس الثلاثاء خرائط تظهر أن روسيا تسيطر على نحو 40% من مدينة باخموت. وقال المعهد إن القوات الأوكرانية نفذت أمس الأول انسحابا منظما من الضفة الشرقية للنهر، مضيفا أن قرار الدفاع عن باخموت يجبر الجيش الروسي على التورط في حرب مكلفة ودموية.
مكارثي يرفض
على صعيد آخر نقلت شبكة "سي إن إن" أمس الأربعاء عن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قوله إنه لا يعتزم زيارة أوكرانيا بعد أن وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوة له.
وخلال مقابلة مع "سي إن إن" طلب زيلينسكي من مكارثي، الذي ينتمي للحزب الجمهوري، الاطلاع بنفسه على الوضع في أوكرانيا، وقال زيلينسكي "على السيد مكارثي أن يأتي إلى هنا ليرى كيف نعمل، وما يحدث هنا.. ثم بعد ذلك ضع افتراضاتك".
وردا على سؤال حول دعوة زيلينسكي، قال مكارثي لشبكة "سي إن إن" إنه لا يحتاج إلى السفر إلى أوكرانيا وسيحصل على المعلومات بطرق أخرى.
وقدمت الولايات المتحدة مساعدات بقيمة حوالي 32 مليار دولار لأوكرانيا منذ غزوها من قبل القوات الروسية يوم 24 فبراير/شباط 2022، لكن بعض الجمهوريين يعترضون على إرسال المزيد من المساعدات، ويتمتّع رئيس مجلس النواب بصلاحيات من شأنها أن تعيق برنامج المساعدات الهائل الذي اعتمدته إدارة الرئيس جو بايدن لدعم كييف في التصدّي للغزو الروسي.