يمكن أن يقال كلام كثير عن الأحزاب والحزبيين: القدماء والجدد؛ الذاهبون والقادمون.
وقبل ذلك عليّ أن أقرّ بما يأتي:
١- الأحزاب هي المستقبل، سواء رضينا أم شربنا البحر، فقد تمّت هندسة كل شيء دون استشارات واسعة سوى نخبة قليلة.
٢- ومن الطبيعي أن تتسابق النخبة في حشد الأفراد- وليس الأعضاء-؛ فالأفراد تجمعات تتشكل دون أن يدري معظم أفرادها دوره، بينما الأعضاء شركاء واعون، لهم أدوار متكاملة داخل الجماعة؛ ومن المنطقي أن يقلّب المراقب أطنانًا من الأفراد ليحصل على عضو حزبي واحد!
ولذلك نسلّم بأن الأحزاب- جميع الأحزاب -تضم أفرادًا "تم حشدهم" بأساليب صحيحة وغير صحيحة. بينما تفتقر إلى أعضاء حزبيين!
٣- الحزبي هو شخص وقف أمام خيارات، وبدائل، ناقش وحاور واختار. خاصة وإننا نتحدث عن أحزاب برامج، فهل جاء أفراد الحزب وفق خياراتهم أم وفق فرص وخيالات ووعود؟
قلت في مقالات سابقة إننا أمام حزبية جديدة قد تكون خالية من الفكر الحزبي والقيم الحزبية، وموجّهة بطموحات قادتها، أو بوعود حصلوا عليها. طبعًا ليس من حق الكاتب أن يقيّم، لكنني أصف ما أشاهد. فماذا شاهدت؟
شاهدت مجموعات متباينة تشترك جميعها في أسلوب الحشد- باستثناءات نادرة- فالأحزاب حتى الآن- خاصة الصغيرة منها- ما زالت تجتمع
لتندمج أو تنفرج، وأمس فقط اجتمعت ثلاثة أحزاب بقصد الاندماج!!! ولا تدري من وجهّها. فنحن في سيولة وليس في حركية فاعلة.
والسيولة تقف أمام بوابة مكتوب عليها: للدخول والخروج! أو ادخلوها بسلام آمنين. والحركية بوابة مكتوب عليها فكر! ناقش، قرّر: أهلًا بك في حزبك!
إذن؛ في هذه المرحلة يسهل الدخول والخروج، فهناك قادمون وهناك عائدون، وهناك خارجون وهناك خوارج! هذه هي السيولة الحزبية، والغريب أن السيولة هي مرحلة ما بعد الحزبية، ولكننا وصلنا إليها في الأردن في بدايات المرحلة الحزبية، وهذه إحدى تناقضات الحزبية المهندسة، وفي الهندسة غالبًا تجري تغييرات بين مرحلتي التصميم والتنفيذ!!
اعتذار:
أعتذر من حركة "قادمون" فلم أعرف أنهم جماعة حزبية منظمة قررت الانضمام إلى حزب أكبر، إن حقهم الطبيعي أن يكونوا حيث قرارهم، والخطأ المفهومي لي كان أنني اعتقدت أنهم أفراد قدموا وأعلن كل منهم أنهم قادم وأنهم قادمون فزعة لآخرين!
إذن! كان علي أن أميز بين: قادمون وقادمين، وأنا تحدثت عن قادمين لا عن حركة قادمون!
وكل حرٌّ في اختيار أين يكون!
كل التمنيات لجميع الأحزاب وواجهاتها ووجائها.
وعودة للعنوان: النظم هو حشد الكلمات وتنظيمها وفق إيقاع معيّن. أما الشعر فهو بث المشاعر والأحاسيس عبر كل كلمة وتركيب؛ في السعر كل كلمة لها دور وحياة وفي النظم لا حياة بل شكل مهيب من كلمات كبيرة ووجيهة لكنها دون مضمون!