سمة العصر التغيير، لا يوجد حياة بإيقاع واحد. تدور بنا عجلة الزمن وتزداد الأعمار، ويكبر مخزون صندوق الذكريات جامعا العديد من الاحداث التي قد تختزن في الذاكرة أو تتلاشى كالأسطورة، التي ضاعت في زمن النسيان.
يحمل الوجدان الإنساني ما كان وما سيكون وما هو حاضر، برضوخ خالي من إرادة التغيير الحقيقي الذي ينشدها الجميع. والسؤال لماذا!
هل فقدنا الشغف واصبح التهكم، واستعراض وجع الآخرين طبع ونمطا غير مستهجن!
هل ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي بخلق ثقافة جديدة، تمزج الجد بالهزل والتهكم والسخرية معا، وبات النقد والتجريح، والتشهير مباحا حتى في احرج الاوقات، ومع الاحداث المؤلمة!
عالم مواقع التواصل الاجتماعي اصبح بحجم لا يمكن تصوره، مليئا بالمخاطر التي تنتظر في الظل والضوء.
مواقع التواصل الاجتماعي قد لا تخلو من كيان خبيث يتفنن في رمي بذور الفوضى والوجع، وتضخيم الأحداث، ونشر الاشاعات، لقد اصبحت اداة تبث سموم سمعية وبصرية تضاهي التسمم بمواد كيميائية او غذائية.
العادات السيئة، والاستعراض الفارغ، اخذ مساحة كبيرة حتى بات مفروضا على كل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعية.
الاستخدامات غير اللائقة لمواقع التواصل الاجتماعي والنشر العشوائي للاخبار، بات يساهم في نشر سلوكيات جديدة غريبة على مجتمعنا، وإذا لم يتم ادراك حجم التأثيرات وما تفعلة منشورات الفيسبوك على سبيل المثال بالاطفال والشباب، فنحن بمنطقة الخطر .
لقد تم تعدي كل الخطوط الحمراء في بث الاخبار، والصور، والحديث حول الجرائم، بشكل غير مسبوق كل ذلك يستوجب قرع جرس الإنذار.
البحث في ما ينشر من فيديوهات واخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، وتاثيرها على الجيل القادم، بات ضرورة وليس ترفًا فكريًا.
في الماضي كان هناك صحف صفراء مهمتها بث سموم الاخبار السيئة، وكان من يتابعها فئه محدودة في المجتمع، أما في عصرنا الحاضر فهناك منصه مفتوحه مزوده بالصوت والصورة تبث بلا تتوقف.
هناك صناعة تعظيم الاحداث لجني المال من خلال المجال الرقمي الإلكتروني وللاسف هذا خطير جدا وبالذات ونحن بصدد انتاج جيل شبابي لهم صوتهم ورؤيتهم الفريدة.
من المخيب للآمال أن نرى بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يكررون باستمرار العبارات المبتذلة، والاخبار المملة، بنشر سلسلة متعاقبة من الفيديوهات المربكة التي تبث كل خير سيء، وكمْ من الإشاعات، وكانهم اخذوا على عاتقهم إنتاج عنف، وسلبية وسوقية، بغية جني المال على حساب جيل جديد يتهشم ما بداخله من قيم وشغف للحياة.
قضية خطيرة تحتاج للتوقف عندها وبحثها، ووضع ضوابط صارمة ضد أي نشر غير لائق، لأن بعض الاخبار تصيب الجيل الجديد بمقتل.
من المؤكد أن هناك قوة خير تستطيع أن تجنب الجيل الجديد آلام مثل هذه الرداءة التي لا تنتهي.
لقد بات من الضروري العمل الجاد لمحاولة ايجاد حلول تضمن نمط استخدام أمن لمواقع التواصل الاجتماعي. وخصوصا للاطفال والشباب.
نداء عاجل يحمل الحنين اللطيف، لزمن العفة والنقاء وطيب القلب والسريرة واللسان الذي لا ينطق إلا خيرا أو يصمت.