بقلم اللواء الركن المتقاعد الدكتور صالح المعايطة .
* بعد دخول الحرب الروسية الاوكرانية عامها الثاني لازال البعض يعتقد أن هذه الحرب هي بين روسيا وأوكرانيا فقط وضمن منطقة جغرافيا محددة...لكن الحقيقة أن هذه الحرب حقيقة هي بين أوروبا وامريكا من جهة وروسيا من جهة ثانية وبعض الدول المتعاونة والمتعاضدة معها سرا وعلنا.
* هناك تحولات متسارعة في سير العمليات العسكرية في أوكرانيا وتداعيات أمنية خطيرة بعد دخول الحرب عامها الثاني ودخول أسلحة حديثة ودقيقة ومعطيات جديدة وأهم هذه المعطيات والتحولات هو قرب انضمام فنلندا للناتو حيث تصل حدود فلندا البرية مع روسيا إلى 1300 كم ، وهذا هو المقلق لروسيا إضافة إلى التداعيات الأمنية التالية
التالية :
- انضمام فنلندا سيعزز الجناح الشرقي للناتو ودفاعاته الجماعية في شمال أوروبا. وسيسصبح للناتو حدود مباشرة مع روسيا تصل إلى 1300 كم .
- سيساعد انضمام فنلندا على توسيع وجود الناتو بشكل كبير في بحر البلطيق والدائرة القطبية الشمالية. يعني هذا أن روسيا ستواجه تحديات أمنية واقتصادية كبيرة في هذه المنطقة المهمة.
- حتى الآن لم يصدر عن فنلندا رداً محدداً يعبر عن توجهها بشأن إستضافة قوات الناتو على أراضيها في مواجهة روسيا. كما تسمح بعض دول حلف الناتو من دول أوروبا الشرقية.
- اعتقد ان انضمام فنلندا سيعزز الأمن لدول البلطيق، التي انضمت للناتو منذ عام 2004 والتي كانت تعيش في قلق منذ فترة طويلة من أن تستولي روسيا على الجزر الفنلندية والسويدية في بحر البلطيق، وخاصة جوتلاند، واستخدامها كقواعد لشن هجمات على أراضيهم.
-
- يعتقد معظم المحللون أن الناتو سيطلب من فلندا إنشاء قواعد عسكرية على الأراضي الفلندية آجلا ام عاجلا
للدفاع عن دول البلطيق.
- يعتقد معظم المحللون والخبراء أن يؤدي إنضمام فنلندا للناتو إلى تعزيز قدرة الردع لدى الناتو في القطب الشمالي، وهي المنطقة التي استثمرت فيها روسيا بكثافة في البنية التحتية التجارية والعسكرية.
- ماذا لو انضمت جميع دول القطب الشمالي، مما يسمح للحلف باتباع استراتيجية أكثر تماسكاً في المنطقة....؟ ماذا ستفعل روسيا ....؟ ، فهل ستلجأ الى استراتيحية شجاعة اليأس....؟. وهل ستبقى الصين مكتوفة الأيدي....؟.
- اضع أمامكم القدرات العسكرية الفنلندية الحالية وقبل انضمامها للناتو:
- قوات عاملة 19250 جندي.
- قوات احتياطية 238،000 .
- طائرة قتال 107.
- قطعة بحرية 20. + 312 دبابة + 672 قطعة مدفعية.
* خلاصة القول ومن خلال تحليل البيئة الاستراتيجية والعملياتية نجد أن طول الجبهة البرية بين فنلندا وروسيا والبالغة 1300كم، بالاضافة الى طبيعة الأرض التي ستسمح باستيعاب ونشر قوات إضافية تابعة للناتو. الأمر الذي سيشكل ضغطا أمنيا على روسيا ونشر مزيد من القوات على الحدود الطويلة مع فلندا. وهذا سيؤدي إلى تشتيت الجهد العسكري والاقتصادي الروسي .